قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال ابوزيد ان المقترح الامريكي الذي طرحه بايدن صيغ بطريقة تخرج اسرائيل من مازق غزة الذي تعمق مؤخرا في جباليا ورفح بسبب الخسائر التي تعرضت لها قوات الاحتلال ، واشار ابوزيد الى ان اكثر طرفين يدركان حجم خسائر الاحتلال هو الجانب الامريكي والاسرائيليين انفسهم، وفشل المشروع الامريكي الذي حاولت من خلالها واشنطن (صوملة غزة) بالاضافة الى فشل مشروع التهجير بعد انهيار مشروع الميناء البحري الذي جرفته الامواج، لذلك يبدو ان الادارة الامريكية وصلت الى قناعة ان نتنياهو عاجز عن تحقيق اي نصر يذكر في غزة وبالتالي باتت القناعة الامريكية بانها لن تضحي باسرائيل لكن يمكن ان تضحي بنتياهو من اجل اسرائيل.
واضاف ابوزيد ان توقيت المبادرة التي طرحها بايدن تأتي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الامريكية في نوفمبر القادم ومع الحكم الذي صدر بحق ترامب المنافس التقليدي لبايدن ، مما يشير الى ان بايدن اراد ان يستثمر بملف التهدئة في غزة لاغراض انتخابية ، بالاضافة الى ان الخسائر جعلت قوات الاحتلال عاجزة عن خوض معركة هجومية ناجحة سواء في رفح او جباليا.
ميدانيا اشار ابوزيد الى ان انسحاب قوات فرقة المظليين/98 من جباليا ، كان متوقعا واشرنا له قبل الانسحاب بعدة ايام استنادا الى المؤشرات على الارض، حيث ياتي في وقت تجاوزت فيه خسائر الفرقة نسبة الـ 35% والتي يصبح الاحتلال بعدها غير قادر عن الاستمرار بالعملية العسكرية لان ذلك يعني ان ثلث القوى المقاتلة قد تم تهشيم الهيكل التنظيمي لها ، وليس كما يدعي الاحتلال باته تم انجاز المهمة وهو نفس الادعاء الذي صدر عن الاحتلال عند انسحاب نفس الفرقة من خان يونس في شهر نيسان الماضي ، وتوقع ابوزيد ان تطلق المقاومة رشقة صاروخية من شمال غزة خلال وقت قريب لتنقض بذلك رواية الاحتلال حول انجاز المهمة في جباليا وتؤكد ان اليد العليا في شمال غزة لاتزال للمقاومة.
واكد ابوزيد ان ما يجري في رفح هو نموذج مشابه لما جرى في جباليا مع اختلاف الجعرافية وحجم القوات المقاتلة حيث زج الاحتلال بكل اوراقه العسكرية في عملية رفح وهي: الفرقة المدرعة/162 ولواء الكوماندوز ، لواء ناحال ، لواء بيسلماخ بمعى 7 الوية بالاضافة الى اسنادها القياسي ، حيث نوعية القوات وحجمها نؤكد ان الاحتلال يدرك ان خسارة معركة رفح تعني هزيمة محققة بالتالي لا نتنياهو ولا وزير دفاعه يواف غالانت سيجد مايمكن ان يقوله بعد معركة رفح لانها اخر الاوراق العسكرية التي تعمل عليها قوات الاحتلال .
من جانب اخر اشار ابوزيد ان المقاومة تدرك هذه المعادلة تمام في رفح لذلك تحاول جر الاحتلال الى القتال لاطول فترة ممكنة لارهاق القوات المقاتلة من ناحية و ادخالها في عملية استنزاف طويلة لا يمكن لها ان تتحملها لانها بعد 239 باتت لا تملك ترف الخيارات ولا ترف القوات المقاتلة التي يمكن الاستثمار بها اكثر من ذلك.
وحول المقطع الذي بثته المقاومة لاستدراج جنود من الاحتلال في جباليا اشار ابوزيد ان ماورد في المقطع يكذب رواية الاحتلال التي نفت ان يكون هناك اي عملية اسر لجنودها في جباليا ، فيما توقع ابوزيد ان تصدر المقاومة المزيد من التفاصيل حول العملية بطريقة اعلامية محترفة تستنفر من خلالها الشارع الاسرائيلي على حكومة نتنياهو .