العشائرية ..والتحديث السياسي

عنوان قد يظن البعض أن لا تجتمع كلماته معا أو أنها تشكل نقيضا وأضدادا لبعضها ، هنا وجب علينا أن ننصف العناوين ونوضح المفاهيم ونبين الغايات والأهداف للكلمة والمعنى. 

 

العشائرية هو نهج اجتماعي ومسمى لما تمارسه عشائرنا المجيدة من عادات وتقاليد وعرف وعادة يوثق أصالة الموروث والتراث الاردني الاصيل ويسهم في الحفاظ على الهوية الوطنية الأردنية ونسيجها الاجتماعي ، ولقد زادت وارتفعت مكانتها لدورها المؤثر في حل العديد من القضايا المجتمعية التي شكلت رأيا عاما وربما تتعدى لتهديد السلم المجتمعي ، واستطاعت أن تقدم  اسماء وازنة مقدرة على مستوى الوطن والمنطقة، مما يؤكد على أهمية النهج العشائري وتأثيره في السلوك والمسار الاجتماعي ، لكن ماذا عن دورها في المسار والنهج السياسي الذي أقحمه بعض من وصولوا إلى سلطة الدولة  في يومنا هذا سواء تنفيذية و تشريعية  وهو حق اريد به باطل ، الأمر  الذي جعل مكانة العشيرة مستهدفة بأقحامها في جميع زوايا شؤون الدولة الأمر الذي أضر بصورتها التي نعرفها وتربينا عليها وعشناها وحفظنا عاداتها ونهجها.

 

العشائرية لابد أن تؤثر بشكل مباشر وبغير مباشر في بناء الدولة الأردنية ومجتمعها.

مباشرة وذلك عبر الحفاظ على ارثها الاصيل والنسيج الاجتماعي الرصين القائم على الأخلاق الحميدة والتسامح والتكافل وتنشأة الأجيال القادرة على حمل هذا الإرث ،واما عن التأثير غير المباشر وذلك عن طريق إفراز من هو الأجدر والمؤهل والاقدر على تمثيلها وإظهار صورتها المهيبة وعكسها على مستوى تحقيق الانجازات والأداء المتميز في مختلف مجالات ومواقع الدولة .

أما أن نجعلها ستارة نختفي خلفها تارة أو خلفية نتقدمها تارة اخرى عندما نريد أن تغطي على أفعال خاطئة تلحق الضرر بالوطن والمواطن حيث الجهل والخطأ خيانة ، فيحملها للعشيرة ويقدمها محل دفاع عنه فهذا إجحاف للمعاني الأصيلة الموروثة ويضعف دورها الحقيقي في تكوين البناء الأردني.

المرحلة القادمة علينا أن نجعل  المسارين العشائري والسياسي روافع وطنية فاعلة في دعم عملية التحديث السياسية كما جاءت في الرؤية الملكية والتجربة الانتخابية ستكون التجربة فهل سننجح؟ 

معا نستطيع .