محكمة لاهاي .. وجريمة العصر الكبرى

 

 
 

 هل نتوقع من محكمة العدل الدولية أن تقوم بما عجز عنه المجتمع الدولي بهيئاته ومنظماته للجم العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة المحاصر ؟ ، ولكن ما قامت به جنوب إفريقيا بتحريك دعوى جنائية ضد الاحتلال الصهيوني أمام هذه المحكمة لارتكابه جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، وقبول المحكمة النظر في هذه الدعوى يعتبر خرقاً مهماً في جدار الصمت الدولي على جرائم هذا الكيان المارق، وبادرة أمل نحو وقف جريمة العصر الكبرى.

 

 

 العدوان الإسرائيلي وبعد ان دخل شهره الرابع على قطاع غزة، ما زال يرتكب يومياً عشرات المجازر وجرائم الإبادة الجماعية الموصوفة والموثقة بالصوت والصورة، فهذا يستوجب من جميع الدول المحبة للسلام والمدافعة عن السلم والأمن الدوليين أن تحذو حذو دولة جنوب إفريقيا وأن تقدم إدعاءاتها ضد حكومة الاحتلال بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حربها على غزة والضفة الغربية.

 

ما قامت به حكومة جنوب إفريقية في محكمة العدل الدولية في لاهاي، يحتاج الى مساندة من كافة الدول التي تدعو الى تحقيق العدالة والسلام الدولي ، وتزويدها بما تحتاجه من أدلة دامغة وقرائن مثبتة من قلب الجحيم الذي يعيش فيه الفلسطينيون في غزة نتيجة العدوان، وخاصة بعدما أصبح جوهر أهداف العدو المستشفيات ومراكز الإيواء والمدارس والمراكز الأممية ودور العبادة، وأضحت الطفولة الضحية رقم واحد للأسلحة الفتاكة الأميركية والأوروبية.

 

   الان وبعد ان بدات جلسات المحكمة واعلنت حكومة العدو الإسرائيلي إقرارها بالمثول أمام المحكمة، وعينت قاض ليمثلها في اللجنة التي ستنظر في ادعاء جنوب إفريقيا أمام المحكمة ، أصبح لزاماً على الدول الإسلامية والعربية منها على وجه الخصوص أن تكثف جهودها الدبلوماسية في جميع أنحاء العالم لمواجهة الحملة الدبلوماسية المسعورة التي بدأتها "إسرائيل” في كل مكان وصلت إليه لممارسة ضغط دولي على المحكمة لثنيها عن اتخاذ قرار ضدها.

 

بقي ان اقول ان  مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وبعد اخفاقهما بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة بسبب إصرار واشنطن على استمرار الحرب واستخدامها للفيتو ضد كل مشاريع القرارات المطالبة بوقف إطلاق النار، لعل محكمة العدل الدولية تستطيع في هذه المحاكمة أن تدين الكيان الصهيوني وتلزمه بوقف عدوانه الغاشم على الفلسطينيين.. فهل تفعلها محكمة لاهاي؟

والله ولي الصابرين