متى يتوقف العدوان ؟!

 

أصبح إمعان نتنياهو في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، أكبر من قدرة حليفه الأمريكي الاستراتيجي على تحمل فظاعاته غير المسبوقة.
«زَبَلَ» نتنياهو حلفاءه الذين يناشدونه «التخفيف» من جرائمه ضد المدنيين، التي أوقعت نحو 17000 شهيد، معظهم من الأطفال والنساء.
فقد اطاح فيتو أميركا في مجلس الأمن مشرع قرار الإمارات الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار حمايةً للمدنيين، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
ويعزز إفلات نتنياهو من الضغط الأمريكي، ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت، لـموقع أكسيوس: (أن الولايات المتحدة «لا تضغط على المكابح» ولا تمنح إسرائيل موعداً نهائياً محدداً لانتهاء الحرب).
وخشية توقع وقف قريب للغزو، يفتح نتنياهو جبهة الضفة الغربية، ويُعمِل فيها اغتيالات واعتقالات، بهدف جعل الحياة فيها مستحيلة ودفع الضفّاويين إلى الهجرة، وكذلك لقمع وإضعاف فرص انتفاضة الضفة على الاحتلال.
لن يُوقف نتنياهو القتل، خشية أن تبدأ محاسبته على مسؤوليته عن التقصير يوم 7 تشرين الأول الماضي، يوم سقوط نظرية الأمن سقوطاً مدوياً، ضعضع وزعزع الثقة بقلعة الأمن.
ففي 7 تشرين الثاني تمت إهانة كل اسرائيلي، خاصة القيادات الاستخبارية والأًمنية والعسكرية.
لن يوقف نتنياهو الغزوَ والمجزرة إلا إذا أصاب نجاحاً بارزاً، يتمثل في تحقيق أحد الهدفين اللذين أعلن عنهما حين أطلق عملية غزو قطاع غزة يوم 27 تشرين الثاني الماضي وهما:
1 - اجتثاث حركة حماس.
2 - تحرير الأسرى.
ويحتقر نتنياهو ضغط أمهات وآباء وأبناء وأزواج الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، الذين يتمنى نتنياهو لو ان طائراته تُجهِز عليهم كلهم تطبيقاً ل»بروتوكول هنيبعل» الوحشي.
نتنياهو لن يستطيع التوقف، مهما بلغت الضغوط الخارجية والداخلية عليه. ولا قيمة عنده البتة، لحياة أي جندي أو ضابط إسرائيلي يسقط في القتال مع المقاومة الفلسطينية.
لن يعود نتنياهو إلى مقره في «كريات هممشلاه» خالي الوفاض، وسيظل يقصف إلى ان يحمل في يديه صيداً ثميناً، أو يعود جثة ممزقة فيزيائياً وسياسياً.
ان المانع الفولاذي الذي يصدم نتنياهو، هو المقاومة الفلسطينية، التي ليس معروفاً حجمها ومفاجآتها