المرونة النفسية وكيفية التعامل مع أخبار الحرب

نمر في الوقت الحالي بظروف استثنائية على كل الأصعدة، ونواجه تغييرات ملموسة لا شك أنها غيرت حياتنا، فأصبح الاشخاص يعيشون مع وسائل التواصل الاجتماعي، والقنوات الفضائية،والترقب منذ الصباح الباكر ويسهرون لساعات من أجل متابعه أخبار الحرب على الغزة ومتابعه العديد من المواقع من أجل الحصول على الاخبار ومتابعه  الاطفال بحرقة والاسر، والنساء،ومتابعه أخبار الأسرى والشعور في بعض الاوقات بالتقصير دون قصد والشعور بالذنب والقلق ،والأرق، والبكاء، والتفكير المتواصل  وصعوبة السيطرة على الانفعالات والاحباط،والبعض قد يحتاج الى إستشارة  نفسية.

 

وكل ذلك بسبب ما نرى ونسمع من أخبار على غزة.

 

وعلية باتت المرونة النفسية من أهم ما يتحلى ويتمسك به الأفراد في ظل تلك الظروف. وتعد المرونة النفسية من السمات الشخصية التي يتصف بها الفرد لمواجهه الضغوطات والأزمات، والتي تعبر عن قوة الشخصية في كيفية تعامله مع المشكلات والتحديات التي يواجهه الفرد. والمرونة تعكس قدرة المرء على الاحتفاظ بهدوئه واتزانه الانفعالي، ومستوى أدائه النفسي الطبيعي خلال مسار أحداث الحياة الضاغطة وظروفها العصيبة. والمرونه النفسية جاءت من علم النفس الايجابي، الذي يركز على الجانب الايجابي. وبالتالي تعتمد على التفكير الايجابي. ونعلم أن الافكار الإيجابية توقف مسار التأثيرات السلبية للضغوط النفسية، وتساعد الأفراد ذوي المستوى المرتفع من التفكير الايجابي في التعافي، كما تعتمد المرونة النفسية على التفاؤل. وبالنسبة للتفاؤل الحقيقي أو الواقعي، فهو النظرة الإيجابية الى المستقبل الذي يدفع الإنسان تجاه حل مشكلاته من خلال رؤية الواقع ووصفه وتفسيره دون مزايدة وتلمس كل جوانبه. إضافة الى البعد الروحي الذي يعني الكثير عندما يكون لدى الفرد روحانيات، والايمان بالقضاء والقدر وإلتزامه الديني، ومعرفة أننا خلقنا في هذه الارض لسبب. كما أن المرونة النفسية تعتمد على الثقه بالنفس، وعلى الضبط والاتزان في انفعالاتنا، فنحن في هذه الظروف الاستثنائية علينا التحلي بالمرونة النفسية، وهي إظهار التكيف عند مواجهة المواقف الصادمة أو المواقف الضاغطة التي غيرت حياتنا، والتعامل مع الظروف الحالية بالحيطة والحذر بالاخص مع الأطفال لان هذه الاحداث تترك ندب في صحه الاطفال النفسيه وايصال الاخبار اليهم بكل لطف وحذر.

ولتحسين مرونتك وصحتك النفسية

الاستماع الى المصادر موثوقة

التركيز على مصادر الأخبار الموثوقة، التي توفر معلومات صحيحة ومتوازنة، وتجنب العناوين المثيرة، أو التي يمكن أن تضخم القلق.

 

التواصل مع المقربين والأصدقاء

 

من الضروري مناقشة المشاعر مع الأصدقاء والعائلة، لأن التحدث عن الأخبار المؤلمة يساعد في معالجة المشاعر، وكسر الشعور بالعزلة.

 

تحقيق التوازن

يُنصح بالموازنة بين الأخبار السلبية والمحتوى الإيجابي، ومتابعة الحسابات أو مواقع الويب، التي تشارك قصصاً ملهمة أو مواد تعليمية.

 

ممارسة اليقظة الذهنية

 

 

ينصح بالاندماج في تقنيات اليقظة، والتأمل لتقليل القلق، وهذا يساعد في ردود الأفعال العاطفية تجاه الأخبار المؤلمة.

 

خذ فترات راحة

الانفصال عن وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار لمدة يوم أو عطلة نهاية أسبوع لإعادة الشحن عقلياً وعاطفياً.

الدكتورة مرام بني مصطفى

الاخصائية النفسية والتربوية