المجرم هو الضحية

"لن نغفر للعرب أنهم أجبرونا على قتل أطفالهم" مقولة غولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل السابقة.

 

فالضحية هو الإرهابي حتى لو كان الطفل الذي صدرت شهادة وفاته ولم تصدر شهادة ميلاده. 

 

يلقون اللوم على الضحية لارتكاب جرائمهم، ابتزوا العالم، تحكموا بالأموال، تحكموا بالإعلام، عرفوا كيف يقلبون الحقائق، يتباكون على المحرقة، ويستخدمون الأسلحة المحرمة، يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ، يدمرون البيوت على رؤوس ساكنيها .... من حقهم هذا دفاع عن النفس. وإن تجرأ ابن الأرض بالمطالبة بأبسط حقوقه فهو إرهابي يسعى لتقويض الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط ويستخدم الأطفال وصاحب الحق الأعزل درعاً بشرياً – فهي رسول الحضارة الغربية ومبشرها ومن ينتقدهم فهو لا سامي نصير القوى الرجعية والتخلف، فهو صراع بين النور الظلام والحق الباطل.

حق الدفاع أصبح للقوة القائمة بالاحتلال والمقاومة المشروعة أمست إرهابا. 

يزيِّفون الحقائق بالأموال التي تدفع لهم من الضرائب التي يدفعها شعوب الأنظمة الداعمة لهم، يقتلون بنفس الأموال، يرهبون ويرعبون بأموالكم، وبيتهم رغم ذلك كله أوهن من بيت العنكبوت، ويسعون لفرض روايتهم للأحداث كما يريدون من خلال أبواق اشتروها بنفس الأموال، لكنهم فشلوا بفرض روايتهم على شعوب العالم وخاصة شعوب الدول الداعمة لمزاعمهم التي ثبت أنها كلها مزاعم كاذبة.

طغت ازدواجية المعايير على الساحة بكل سخرية ووقاحة، فحار المتابعون للأحداث المتشابهة بين التعاطي الدولي المراوغ مع هذه الأحداث لكل حالة.

هيئات دولية فقدت مصداقيتها أمام سطوة وجنون الأرعن الذي يهاجم بوحشية وغباء حتى ينأى بنفسه عن المحاسبة جاراً بيده عجوزاً خرفاً (يخطرف أشبه بشاهد زور) ساعياً نحو جولة انتخابية أخرى ليبقى في الرئاسة من خلال الدعم غير المشروط لمن يجره من يده، وبين أشباه ذكورٍ ومتسول أصبح يرأس حكومة الدولة التي استعمرت بلده يوما ما، فشل في معرفة أن الفندق الذي نزل فيه حين أتى لمؤازرة الكيان المحتل هو ذات الفندق الذي قصف من قبل هذا الكيان الذي وصفته صحف دولته بهجوم ارهابي أودى بحياة عدد من الضباط الإنجليز والمدنيين وهم الذين أنشأوه بالأمس ورعوه حتى اشتد عوده. 

وأدارت هذه المجموعة ظهرها لكل المعايير والقوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية كما أدارت ظهرها للإنسانية ولكل دولة دعت إلى وقف فوري لجرائم الاحتلال حتى "لا يتيح وقف إطلاق النار المجال لحركات المقاومة بتعزيز وضعها وإعادة بناء قواها" حسب تصريحاتهم.

هل سمع أحدكم من قبل بمصطلح "الحرب الإنسانية ضد الهمجية" فمن سمى حربه حرباً "إنسانية" يريد أن يقنع الكون أنه يواجه الهمجية لحرصه على إنسانية كوكب الأرض ضد همجية مقاومة مشروعة.

فهل تأخذ هذه المجازر الطابع الإنساني لتبرر أعمال الإبادة الجماعية والتهجير القسري بما يدعو لاستمرارها حتى تنتهي عمليات الإبادة؟