متى سيصحو الضمير العالمي؟

إلى متى سيبقى العالم يراقب جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي والمجازر البشعة التي يرتكبها بحق المدنيين العزّل في قطاع غزة والضفة الغربية؟ مذابح عديدة ومستمرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني كان من ابشعها مجزرة مستشفى المعمداني التي ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين الأبرياء والمصابين والمرضى الذين كانوا يتلقون العلاج في المستشفى.  

 

إذا كان قتل الاطفال والنساء وكبار السن والتنكيل بهم وتشريدهم ومنع الغذاء والدواء عنهم لم تحرّك ساكنا للمجتمع الدولي، فما الذي سوف يحرك دول العالم ومنظماته؟ ما هي عدد الأرواح المطلوب ازهاقها؟ وما هي كمية الدماء المطلوب سفكها؟ وما هو حجم الدمار المطلوب احداثه حتى يصحو الضمير العالمي المخدر؟ 

 

اين الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟ اين اتفاقيات جنيف لحماية المدنيين؟ اين دعاة حقوق المرأة؟ اين دعاة حقوق الطفل؟ اين الإطار الدولي لحماية الصحفيين والعاملين في المساعدات الانسانية والخدمات الطبية في اماكن الصراع؟ لماذا تحرك الغرب بكل دوله ومنظماته وانتفض في ازمة أوكرانيا، ولكن في مجازر غزة وضع العالم أصابعه في أذنيه وأغلق عينيه؟

هذا الصمت المخزي الذي تنتهجه الديموقراطيات المزيفة والمنظمات الدولية غير الحيادية هو دليل واضح على ان ما تتبناه هو مجرد شعارات مُسّيسة، وأنها لن تتصرف او تتحرك الا عندما يتم إبلاغها بان اهداف الشر قد تحققت. فتعود لممارسة أدوارها التي كان عليها القيام بها،  متحججين بحجج وذرائع واهية متناسية دورها الذي سمح للجرائم ان تتفاقم وللمجازر ان تكون أكثر بشاعة ووحشية.

إدراكا واستدراكا للوضع الراهن وتباعته جاءت جولة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الأوروبية الأخيرة، ليضع العالم الغربي أمام مسؤولياته، وبناء موقف دولي رافض للممارسات الإسرائيلية الوحشية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، تبعه قرار تأجيل القمة الرباعية في موقف شجاع ومشرف مؤكدا على مواقف الاردن ومبادئه الثابتة بخصوص فلسطين والمقدسات الاسلامية وأنه لا سلام دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

موقف الأردن من فلسطين والمقدسات الإسلامية ومن الاحداث الجارية في غزة تعرقل خطط كيان الاحتلال. واي شيء يشغل الأردن عن متابعة التطورات في غزة هو في مصلحة إسرائيل، يجب ان ندرك ذلك بكل وضوح وان نكون صفا واحدا، سدا منيعا ضد كل ما يمكن ان يضعف وحدتنا الوطنية، او يؤثر على دعمنا لصمود وثبات الاهل وحمايتهم من الممارسات الوحشية لكيان الاحتلال.     

*عضو مجلس الاعيان الأردني.