غزة غراد تهزم الطاغية الضحية

 حين يشير الرئيس الروسي إلى ضرورة التزام بلاده بتعهداتها في إقامة دولة فلسطينية، فإن هذا يعني الكثير للحدث الأبرز في العالم اليوم، فمتى تم تذكير المجتمع الدولي بهذا الحق آخر مرة؟! ومن دولة بمكانة روسيا؟!

 

دعك من هذا واستمع إلى العبارة النضالية المشفرة من "الرفيق بوتن" وهو يقول إن ما يقع في غزة يشبه الحصار النازي لمدينة لينين غراد. هو هنا يبعث برسالة دعم للمقاومة التي تعرف بحكم ثقافتها النضالية أن لينين غراد صمدت تحت الحصار 900 يوم. وذلك من 8/12/1941  وحتى 27/1/1944 ساعدهم فيها القدر بتجمد بحيرة لادوغا واستعار البرد القارس الذي أرهق الألمان!

 

أليس من المصادفات الغريبة أن حركة ح م ا س انطلقت واشتعلت في 8/12/1987

أليس من الغريب أن المقاومة تجمع كل خصومها السياسيين من اليسار إلى اليمين كي يقول لها الجميع كلنا ح م اس!

لقد انتصرت لينين غراد رغم يأس موسكو من أمر مساعدتها لكنها ظلت تقاوم حتى صارت الظروف تستدعي توزيع الخبز ب (الغرام) على مواطنيها! بوتن يعلم ذلك والمقاومة درست كل تاريخ الحركات النضالية في العالم بل تقدمت عليها في أنها قدمت للعالم صورة الحياة التي تريد انتزاعها ولو بالموت. قنوط السلطة الفلسطينية في رام الله من صمود المقاومة في غزة يشبه يأس موسكو من إرادة المقاومة في لينين غراد لكن الفارق الذي سيحدث التغيير لصالح غزة غراد هو:

أولا: اللايديوجيا/التلقائية الوطنية التي تحكم الفلسطينيين الذين يختلفون على كل شيء إلا على الدم الفلسطيني.

ثانيا: العمق الديني الإسلامي والعربي والديمغرافي المساند للقضية الفلسطينية من القدس إلى كابول وتعداد يقترب من ملياري إنسان. ثالثا: زمن التكنولوجيا الذي يفند بسهولة ادعاء الطاغية تقمص مظهر الضحية.

رابعا: وهو الأهم. الإيمان الفلسطيني بالحق فشباب المقاومة في غزة والقطاع والشتات غالبيتهم ولدوا بعد اوسلو ومعاهدات الصلح ولا يبحثون عنها على محركات البحث، وهم ليسوا بحاجة لسؤال جوجل عن تفاصيل ثورة المقاوم عز الدين ال ق سام العام 1936 لأنهم تربوا عليها في أحاديث الآباء وقصص الجدات غير الخيالية.

ليس ما بعد السابع من أكتوبر كما قبله والأيام بيننا.