المحامي عبد الكريم الكيلاني
كان جسدها يرتجف عند سماع صوت القذائف ، تدك جدار بارليف و ما وراءه ، تضع على اذنيها سماعتين صوتيتين تنقلان الرعب من واقع الميدان ، و الذعر يملأ تعابير وجهها المجعد ، وهي ترى قوة الحق تصنع المستحيل ، امام (القوة لا تقهر ) !!!صنيعة الباطل المزيف و الاكاذيب التي لا تنتهي .
ذالكم واحد من مشاهد حية يروي حكاية الرعب الصهيوني اثناء حرب اكتوبر ٧٣ ، في فيلم (جولدا ) وهو رواية منقوصة تختزل الكثير من الحقائق ، بلا شك ، ورغم ذلك تحلقت مع اسرتي ، لمشاهدته بعد ايام من بثه على يوتيوب ، و انا ارى في عيون اطفالي اليقين بقوة الفعل الجهادي ، كلما سمعوا فعل صفارات الانذار ، في نفوس جيش الاحتلال و مجلس وزرائه عام ٧٣ .
لاستيقظ اليوم ، على فضائيات العالم تملؤها صور الصواريخ و صوت صفارات الانذار تبث مباشرة من الارض المحتلة .
الخبراء العسكريون ، يجمعون ، على اهمية عنصر المباغتة ، و الصدمة و التمويه كواحد من اهم اسباب نجاح العمل العسكري .
الكيان الغاصب الذي تمادى في ظلمه ، تحت سكرة ظنون التركيع و التطبيع العربي فأباح لجنوده و قطعان مستوطنيه ، سفك الدماء و تفجير البيوت ، وتجريف الزيتون ، في الارض المباركة ، لم يشبع غروره و طغيانه بذلك ، بل سلط اطفاله بالبصق و الشتم ، للمؤمنين القاصدين قدس الاقداس، في رحلة حج وسلام الى الله السلام .
و على مدى سنوات و حتى الامس القريب ، لم تفلح نداءات متوالية من قيادات العالم على راسهم جلالة الملك عبدالله الثاني ، بالتحذير من الاستمرار في الاقتحامات و الانتهاكات الهمجية لاماكن العبادة وبلدات الآمنين العزل ، و لم تتعلم العقلية الصهيونية فكانت تنتخب في كل مرة اكثر الاشخاص حمقا ، يسعر نار الحرب ، في رسالة واضحة للعالم ، بان الكيان المحتل لم يتعلم من الدروس .
الغزيون اليوم ينوبون عن أمة في حماية وقف اسلامي وهم احوج ما يكونوا لمنع جريمة ابادة تستهدف المدنيين ، و قد راينا جند المقاومة يتركون المستوطنين يغادرون الارض الفلسطينة و شانهم ، وقد امكن المقاومة ان تفعل فعل العدو -دون ملامة عليها - لان الفعل الصهيوني لا يميز بين المدني العسكري في جرائمه ضد الانسانية.
المحتل ، الذي صم آذانه عن الحق المشروع لا صحاب الارض ، بما فيها فصائل المقاومة التي دعت الى هدنة تستند لقرارت الشرعية الدولية .
فأبى الصهيوني الا ضجيج ترسانته العسكرية الغاشمة ، فجاءته غضبة رجال الله مزلزلة تقول :، ان تملكون قنابلا ذرية فالله من تلك القنابل اكبر والله اكبر .