الكشف عن سبب اشتباكات مخيم عين الحلوة

 يخيم الهدوء الحذر على مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، تخرقه الرشقات النارية المتقطعة، بعد فشل كل الاتصالات ومساعي القوى الفلسطينية واللبنانية في وقف إطلاق النار.

 

والاشتباكات التي اندلعت في نهاية الأسبوع الماضي، بين حركة فتح وفصيل جند الشام في المخيم، أدت إلى مقتل 5 أشخاص. 

 

وعن سبب اندلاع الاشتباكات، ذكرت صحيفة "الأخبار" أنه من دون سابق إنذار، قرر محمد زبيدات الملقب بـ"الصومالي" الثأر لمقتل شقيقه العنصر في قوات الأمن الوطني الفلسطيني محمود زبيدات بداية مارس الماضي. ورغم تسليم المتهم بقتله، الإسلامي خالد علاء الدين، إلا أن "الصومالي" قرّر اصطياد ثلاثة من المحسوبين على تنظيم "جند الشام" أثناء مرورهم في حي الجميزة بعد عودتهم من السباحة داخل المخيم، ما أدى إلى مقتل عبد فرهود وجرح عيسى جمال حمد ومحمود خليل الملقب بـ"أبو قتادة".

وما إن انتشر خبر استهداف الثلاثة، حتى توحد الإسلاميون خلف الدشم انطلاقا من حي الطوارئ وأطراف حي الصفصاف، ودكوا معاقل فتح. وعلى وقع الرصاص والقذائف الصاروخية قبل منتصف ليل السبت، أصدرت القوى الإسلامية بيانا أعلنت فيه أنها ستدفن فرهود بعد عصر الأحد.

في المقابل، أصدر آل زبيدات بيانا اعتبروا فيه أنهم لم يأخذوا بثأر ابنهم محمود ولن يسلموا محمد. لكن المعركة بدأت جديا ظهر يوم الأحد مع اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في مدينة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي وأربعة من مرافقيه.

وقالت الصحيفة إن العرموشي مقرب من رئيس الفرع المالي في "فتح" منذر حمزة والسفير الفلسطيني أشرف دبور المحسوبيْن بدورهما على رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج.

وقد أعلن الجيش اللبناني أنه على وقع الاشتباكات، سقطت قذيفة هاون داخل أحد المراكز العسكرية ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بشظايا، وحالته الصحية مستقرة.

وعلى وقع الأجواء الأمنية غير المستقرة في المخيم، أعلن مساء محافظ الجنوب منصور ضو توقف العمل في سرايا صيدا اليوم، بسبب استمرار الاشتباكات في عين الحلوة، وانسحب الأمر كذلك على إدارات المدارس الصيفية والجامعات التي أعلنت وقف الدروس صباح اليوم حرصا على سلامة التلاميذ، كما علقت وكالة "الأونروا" عملها للأسباب نفسها.

كما سيعقد النائب أسامة سعد اجتماعا في مكتبه قبل ظهر اليوم الاثنين، مع ممثلي القوى الفلسطينية والأحزاب اللبنانية لبحث سبل وقف الاقتتال بالمخيم وإعادة الأمور إلى طبيعتها.

وعلق النائب عبد الرحمن البزري على الاشتباكات قائلا: "ما يحصل في هذا المخيم هو دليل على التفلت الأمني لسنوات طويلة"، مشيرا إلى أن "المطلوب اليوم استيعاب الوضع وعدم وضعه في إطار المؤامرة".