عبدالحافظ الهروط
الاحتفالات التي اقامها جمهور الوحدات بفوز الفريق بكاس الكؤوس، هي تلك الاحتفالات التي اقامها جمهور الفيصلي الذي فاز ببطولة الدرع. هذا يعني أن الفريقين فاز وخسر كل منهما بطولة محلية.
ماذا لو احدهما فاز بالبطولتين؟! بالتأكيد، فإن الآخر هو الخاسر، إذاً، لماذا وضعنا عنوان المقال بهذه الصيغة، ولم نكتبه بعكسه، كأن نقول : فاز الفيصلي وفاز الوحدات .. من الخاسر؟!
أنا أرى، واذا ما اردنا ألا يكون هناك خاسر في ملاعبنا، لا الفيصلي ولا الوحدات ولا الرمثا، ولا أي فريق اردني، هو أن تؤدي الفرق أفضل مما هي عليه حالياً ومنذ سنوات، من الناحية الفنية، سواء خرج الفريقان المتباريان بفوز احدهما، أوتعادلا.
هذا هو الفائز الحقيقي والمكسب الحقيقي للكرة الاردنية، وإلا فإننا سنظل في مماحكة جماهيرية، وأننا لسنا نلعب في بطولة محلية، ونمثل منتخباً وطنياً.
لا يوجد فريق في العالم لم يخسر، ولا يوجد منتخب على وجه الكرة الارضية فاز بجميع البطولات، إذ أن أكثر منتخب فاز بكاس العالم، وكما يعلم الجميع، هو المنتخب البرازيلي وبخمس بطولات، ومنذ الانطلاقة عام ١٩٣٠، ثلاث منها انتهت حتى عام ٧٠، ما يعني أن هذا البلد (البرازيل) الذي يتنفس شعبه كرة القدم، وصدّر نجومه الى كل "الفرق العظمى" عالمياً، يخسر منتخبه وتخسر فرقه ، على المستويين، المحلي والعالمي، فأين نحن، والعالم العربي، منه؟!.
الفيصلي والوحدات، أكثر الفرق التي فازت بالبطولات المحلية، وأنا كمواطن اردني، وأشجع الفيصلي، أجد أن الفوز بأي بطولة، ما هو الا زيادة في سجل هذه البطولات، سواء لهذين الفريقين، أو لمن ينافسهما من الفرق التي فازت وحتى التي تريد أن تدخل السجل.
وعلى أهمية الفوز محلياً، وما له من أثر معنوي، إلا أنني ارى ايضاً، أن مباراة خارجية يفوز بها فريق اردني، أو يأتي ثمثيله مشرفاً في بطولة عربية أو آسيوية، تكسبه سمعة ومعنوية ومادية، أضعاف أضعاف، ما يكسبه في بطولاتنا على اختلاف مسمياتها.
والأهم من كل هذا، أن الفوز والظهور المشرف، لفريق من فرقنا، أو للمنتخب، خارجياً، سيسلط الأضواء على لاعبينا للإحتراف، وفيه تكون المكاسب كبيرة، عندما يلعب لناد له حضوره وسمعته قارياً وعالمياً، اذا ما كان مؤهلاً لهذا الاحتراف.
أردت من هذا الحديث ، أن تكون لجماهيرنا مطالبها من ادارات ولاعبي الفرق التي تشجعها، بتطوير الأداء.
أما الفوز بالبطولات المحلية فهي تحصيل حاصل لفريق اردني، وليس لفريق بعينه، فهل ترتقي جماهيرنا المتحمسة للعبة بثقافتها الرياضية، وتبتعد عن كل اشكال الشطط، والشتم لهذه الادارة أو تلك، ولهذا اللاعب وذاك المدرب؟! نأمل ذلك.