فلسطين حاضرة في كل زمان ومكان، لا تغرب شمس العروبة عنها منذ أزل التاريخ، وسيبقى وجودها الروحاني في قلوب العرب والمسلمين حتى قيام الساعة ، رغم اختلاف اللغات واللهجات وجنسيات الدول، ففلسطين توحدنا جميعا خلفها على الدوام.
شهدت بطولة كأس العالم المنعقدة حاليا في دولة قطر الشقيقة، زخما إعلاميا تجاه القضية الفلسطينية وإبرازها على كافة وسائل الإعلام العالمية ، التي تجمعت من كافة دول العالم لتغطية أحداث هذه البطولة ، التي يتابعها المليارات من البشرعلى وجه المعمورة.
بدأت القصة بعد احتجاج بعض المنتخبات الغربية على منعهم من رفع شعار يدعمون من خلاله "المثلية الجنسية" ، معللين ذلك بعدم احترام الفيفا ودولة قطر لحريتهم في إبداء الدعم للمثليين، في حين تناسوا عدم احترامهم لآراء العرب والمسلمين في بلدانهم، وعلى سبيل المثال، ألم تمنع الدول الأوروبية النقاب الإسلامي علي أرضها حفاظا وحماية لثقافتها ومجتمعاتها وهويتها، وان على من يزور بلدانهم أو يقيم بها يتوجب عليه احترام هذه الإجراءات والقوانين، هل تناسىوا حرق القرآن الكريم والإساءة لرسولنا الكريم محمد صل الله عليه وسلم، ولم نسمع من هذه الدول أية تهديدات لمن يقوم بمثل هذه الأفعال واعتبروها من باب حرية الرأي وثوابتهم الغربية، من هنا لا يحق لأحد أن يفرض علينا في وطننا العربي ما يخالف ديننا وتراثنا وعاداتنا وقيمنا. هذا الأمر لم يتم الرد عليه من خلال البيانات الصحفية فقط، بل مارس أبناء العروبة والإسلام دورهم في إيصال رسالة عربية للغرب ، تحمل دينهم وقيمهم وعاداتهم الحميدة وأيضا فلسطين المحتلة، فقد رفع علم فلسطين في كافة المباريات التي جرت على مختلف ملاعب كأس العالم في الدوحة العربية، وأيضا ردا على رفع شعار "المثلية الغربية" على أكتاف اللاعبين، قام الجمهور العربي برفع "الكوفية الفلسطينية" كرمزية بالإعلان عن مواقفهم الداعمة لفلسطين وشعبها .
من باب آخر نجح الجمهور العربي في تعرية الكيان المحتل على كافة وسائل الإعلام العالمية الحاضرة في قطر، من خلال مقاطعة وسائل الإعلام التابعة لكيان الاحتلال الموجودة لتغطية البطولة ، وبدا ذلك جليا من خلال ردود فعل مراسلي تلك المحطات الصهيونية، بأن "الجمهور العربي يطردنا من هنا ولا يرغب بوجودنا وكذلك يرفعون العلم الفلسطيني أمام عدسة كاميراتنا، وهناك من يصفنا بدولة الاحتلال والأعداء"، هذه كانت رواية مراسلي الكيان المحتل، وبالأمس خلال إحدى المباريات هتف عشرات الآلاف ممن كانوا في المدرجات "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين".
هذا التفاعل في كأس العالم مع فلسطين، سواء برفع العلم الفلسطيني أو اقتناء كل المتعلقات التي تعود برمزيتها لفلسطين وحتى رفع أصوات الآلاف تحيي فلسطين وشعبها، فهذا الأمر يحدث لأول مرة في تاريخ كأس العالم، خصوصا مع وجود وسائل الإعلام من مختلف دول العالم ، وقد نقلت هذه المشاهد لشعوبها ودولها، وهو ما عجز عنه السياسيون في نقل القضية الفلسطينية إلى شعوب العالم واختصروها داخل أروقة الغرف السياسية فقط.
من هنا اكتبها وبكل قناعة، أن من فاز بكأس العالم الحالي وقبل انتهاء مبارياته هي فلسطين وقضيتها وشعبها، وما اوردته أعلاه جزء بسيط نجح الجمهور العربي خلاله في بث رسالة لكل العالم وشعوبه ، أن فلسطين عربية حتى قيام الساعة، وهذا الأمر لم يحتج إلى تنظيم وتوجيهات، بل كانت توجيهات وتوجهات قلوب العرب في دوحة العروبة وفي كل العالم.