في الذكرى الأليمه لاغتيال إبن الأردن البطل وصفي التل على يد الأوغاد من عصابات الشر ، نستذكر مشاريعه وإنجازاته التي لا زالت شامخة على امتداد مساحة هذا الوطن الغالي الذي أحبه وعشقه وصفي حتى النخاع ، فهو الرجل المؤسس للجامعة الأردنية ولسدّ الملك طلال وقناة الغور الشرقية والخط الصحراوي الذي ربط شمال ووسط المملكة بجنوبها ، وهو الذي أنشأ شركة الفوسفات وشركة البوتاس وأمر بتوسيع الساحل الأردني على خليج العقبه وأسّس التلفزيون الأردني ومحطة الأقمار الصناعية ومستشفى الجامعة الأردنية ، وعمل على تطوير مستشفى البشير وإنشاء جريدة الرأي الأردنية وأسّس حزب الإتحاد الوطني وألغى السجلات الأمنية للسياسيين والحزبيين الأردنيين مع حرقها ، وأعاد اللاجئين السياسيين الى أرض الوطن مع العفو عنهم وتعيين بعضهم في مناصب قيادية .
وبعد حوادث أيلول وتطهير البلاد من فوضى المسلحين وإصراره على إبعادهم عن الأراضي الأردنية ، أعاد وصفي التل الأمن والإستقرار الى البلاد بعونٍ من الله ، وبعزيمته القوية وتكاتف الشرفاء معه من رجال الوطن وأبطال الجيش الأردني ، وخلال الأزمة تناهى الى مسامع وصفي أن وكيل مادة السكر في المملكه امتنع عن توزيع هذه المادة الأساسية على المحلات التجارية في المملكة ، فاتصل به وأعطاه إنذاراً بتوفيرها خلال ثلاث ساعات ، وإلا سيكون مصيره مصير الخونة ، فارتعد ذلك التاجر من تهديد وشجاعة وصفي وقام بتوزيعها على الأسواق بشكل سريع .
هذه عُجالة مختصرة وسريعة عن انجازات وصفي التل داخل الوطن ، ولهذا يعتبره الأردنيون الصادق الوفي الذي عمل لمصلحة بلدهم بإخلاص وتفانٍ مع جلالة الحسين طيب الله ثراه الى جانب الكثير من الشرفاء المخلصين والشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء لثرى الأردن الحبيب وشعبه الأبي .
كما كان وصفي رحمه الله مخلصاً للقضية الفلسطينية وقدّم الكثير لها ، حيث اندفع في بداية شبابه كمقاتل في صفوف جيش الإنقاذ الفلسطيني بقيادة فوزي القاوقجي ، وحينما سُئل رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحاق شامير عن الشخصية العربية الأخطر على اسرائيل ويخشاها في حياته قال : إنه وصفي التل الذي يدعو دائما الى محو اسرائيل من الوجود ، رحمك الله أيها الشهيد البطل درة جبين الوطن ، وجعلك من أهل الجنة مع الشهداء الصدّيقين والأبرار الصالحين .