علي أحمد الدباس
كتب: علي احمد الدباس
يحق لنا ان نفخر بتنظيم قطر لكأس العالم ؛ ومن الواجب علينا ان نقدم لها كل الدعم ان طلبته ؛ فكأس العالم هذه المرة هو كأسنا وانظار المليارات من البشر ستكون على قطر لمدة شهر كامل!
نقول انه كأسنا لاننا تربينا على ان كل ما هو "عربي" هو لنا ؛ وكأس العالم هذه المرة ينطق بالعربية ؛ وبوحي من الثقافة العربية ؛ وعظيمة هي قطر وهي تتمسك بالهوية العربية والتقاليد العربية والعادات في المجتمع العربي في تنظيمها وقواعدها للبطولة!
في كل الدورات السابقة ومنذ وعينا على هذه الدنيا ؛ كنا نحلم ان يكون الكأس من تنظيم دولة عربية ، وكنا نقول لمن يتساءل عن متى يحدث ذلك انه مجنون… وحين تتصارع الدول لاستضافة كأس العالم وتلعب السياسة والاموال والمصالح دورها للتصويت على الدولة المستضيفة فإن ذلك دليل على اهمية هذا الحدث سياسيا ورياضيا واقتصادياً!
قطر غيرت قواعد اللعبة تماماً؛ فهذا البلد الصغير حجماً أثبت ان كل شيء ممكن اذا توفرت الارادة! وأظنكم ظننتم انني سأقول اذا توفر المال! نعم المال مهم لاستضافة كأس العالم في تجهيز البنية التحتية… لكن الارادة أهم في حسن توظيف المال! فأن تفكر قطر في استضافة ملايين الجماهير واكثر من ثلاثين فريقاً في شهر واحد فقط؛ ثم تخطط لهذه الفكرة ؛ ثم تنفذ …. فهذه هي الارادة التي وظفت كل شيء متاح لتحقيق حلم نزعم انه عربي الهوى راود ملايين الشباب العرب لعقود طويلة!
اختارت قطر كلمة "هيّا" لاطلاقها على تأشيرات الدخول اليها خلال فترة كأس العالم حيث اجازت فقط حاملي بطاقة هيا دخول البلاد….وعلينا جميعاً ان نقولها هيّا الى قطر…. وان نقول بفخر ؛ ومحبة ؛ وكبرياء ؛ تحية لطموح قطر ! ونقول لقطر ما بعد كأس العالم ان شاء الله : هيا الى العالمية وهيا الى نموذج عربي جديد من خدمة المجتمعات العربية باستلهام ارادة قطر في تسخير ارادة الشباب العرب وكفاءتهم في احداث تغيير ما!
قطر الواعدة ستستضيف هذا الحدث ؛ وستصبح محجاً للجماهير ؛ وقبلة انظار العالم ؛ وقد بدأت دعوات المقاطعة العالمية لقطر تتزايد تحت اقنعة كثيرة تخفي تحتها قناعات بعدم جدوى العرب كلهم ؛ وقطر تقف موقفاً صلباً في الحفاظ على مبادئها ورغبتها في كأس عالم جديد ضمن تقاليد راسخة واخلاقيات طبيعية ثابتة مع مساحة مكفولة للحرية الشخصية وهي حرب لو تعلمون عظيمة!
واجب اخلاقي ان نقف مع قطر في ترويجها للثقافة العربية ؛ فحتى نحارب فكرة اننا قاطعي رؤوس ليس بالضرورة ان نظهر بمظهر غربي … يمكننا ان نستضيف اكبر حدث عربي عالمي بطريقتنا العربية وثقافتنا ومصطلحاتنا ومحبتنا وطيبتنا وكرمنا وفزعتنا وحتى بلغتنا الجميلة! ونتطلع فعلاً لتنظيم رائع وراقي ؛ وحدث جميل ممتع ؛ ونجاح كبير لقطر الشقيقة!
هيّا الى قطر … وهيّا الى آفاق اكبر لأمتنا العربية التي أخطأت كثيراً بحق نفسها!