لمن لا يعرف الشاعر رياض زيادات؟ 


بقلم : محمد الوشاح

عرفته زميلاً في الإذاعة الأردنية في مطلع ثمانينات القرن الماضي ، كان عاشقاً كبيراً لوطنه ، ومجسداً لتراثهِ وفلكلوره ، وكان المطربون يتسابقون الى الشدو بقصائدهِ وتلحينها وغنائها ، حتى نالت شهرةً واسعةً امتدت الى أقاصي بعيده ، فترددت أغانيه على لسان كلِ أردنيٍ وعربي ، لروعةِ كلماتها وعذوبةِ لحنها وصفاءِ غنائها .
وعلى الرغم أنه غادرنا قبل ثمانيةَ عشر عاماً ، لكنّ قصائدَه وإبداعاتِه لا زالت حيّةً ومحفورةً في الذاكره ، ويرددها الكثيرُ من أبناءِ الوطن ، وتذاع بين حينٍ وآخرَ بصوتِ المطربينَ في الاذاعةِ الاردنيه والتلفزيون الأردني ، وخلال عملي في الإذاعة الموجهة كنتُ أحرص على إدراج أغانيه في الكثير من البرامج التي كنتُ أعدها وأذيعها على الهواء مباشرة .  
وكانت واحدة من قصائده بدايةَ الظهور الفني للمطرب فارس عوض ، وكنتُ الى جانبه حين عرض المرحوم زيادات وهو في الإذاعه على الموسيقار روحي شاهين لتلحينِ أغنيةٍ من تأليفه – لولا الأمر لله أمرك على راسي –  فسمعه فارس عوض وهو يدندنُ فيها ، فطلب منه أنْ يغنيها ، وما أنْ بُثت الأغنيةُ عبرَ الأثير، حتى تلقاها الجمهورُ بحماسٍ كبير ليرددوها في كلِ وقت ، فحققتْ هي وأغنيةْ : يا بو خديد منقرش صدىً كبيراً وانتشاراً واسعاً على المستوياتِ المحليةِ والعربيةِ والعالميه . 

ولعشقهِ للوطن ولمحبتهِ الواسعةِ لقائدِ الوطن جلالة الملكِ الحسين بن طلال طيب الله ثراه ، فقد زغرد رياض زيادات بشعرهِ للنشامى البواسل من جيشنا العربي ، كما عيّدَ على قائدِ الوطن أغنيةً من تأليفه : عيد مبارك يا بو عبد الله .   
لقد نظم المرحوم وحتى وفاتهِ عامَ الفين وأربعه ، ما يزيدُ على مئةِ قصيدةٍ بين وطنيةٍ وعاطفيةٍ ووجدانيه ، وقد شجّعه على نظم الشعر والدُه الشاعر الذي يناديه الناسُ بكنية – أبو رباح – فنشأ رياض في بيئةٍ عائليةٍ ثقافيه ، تهتم بالفن ونظم الشعر ، وقد أتاح له هذا الإنفتاح دعماً وتشجيعاً من كلِ افرادِ أسرتهِ وأصدقائهِ ومحبيه .  
وهكذا أعطى الإعلامي رياض زيادات حين كان مذيعا بالإذاعةِ الأردنيه الكثيرَ للوطن ، مثلما أعطى لمستمعيهِ مساحةً من الأملِ والتفاؤلِ لمستقبلٍ واعدٍ ومشرق ، ممزوجٍ برائحةِ الورد والدحنونِ والطيون ، فغنّى من قصائدهِ  الكثيرُ من المطربينَ اللامعين ، وإنني كزميل سابق له في الإذاعة الأردنية أجزم بأنَّ رياض كان كتلةً متوهجةً من النشاطِ في عمله ، وعاشقاً لوطنهِ ووفياً مع كلِ الناس الذين عرفوه وأحبوه  ، وبفقدانه يكون الوطنُ قد خسر واحداً من خيرةِ شبابهِ في ريعانِ عمره ، أعطى معظم وقتهِ لأجل عملهِ الإذاعي وميولهِ الفني وموهبتهِ الشعريه  ، معتبراً أنَّ ما قدّمه من برامج وما نظمه من قصائد ، هو من صميمِ واجبهِ الوطني الذي أملاهُ عليه ضميرُهُ وإيمانُه .