يا عرب .. ارحموا أهل غزه


بقلم : محمد الوشاح

حقاً أننا أمة تعيش مرض الفصام ، لابتعادنا عن الواقع وهروبنا من الحقيقة ، أمة تقلب هزائمها الى انتصارات وهمية ، ولا نقبل أن يواجهنا الآخرون بالحقيقة ، وهذا الإسلوب الغوغائي الهمجي لا زلنا على نهجه ماضين منذ هزيمة 1967 وحتى الآن ، غزه وأهل غزه مرّوا بكوارث ومصائب لمرات عديدة ، ويخرج إعلامنا العربي ليتحدث عن انتصارات زائفة وهزائم للعدو الصهيوني .

بالأمس انتهت الحرب على غزه وسقط خلالها عشرات الشهداء وأضعافهم من الجرحى وتهدمت مئات المنازل ، وبالمقابل لم تخسر اسرائيل شخصا واحدا ، ثم تخرج بعض المواقع الإخبارية العربية وبعض الكتّاب العرب ليشيدوا بانتصار غزه وإرادة أهل غزه والتنظيمات المسلحة في غزه ، أي انتصار تتحدثون عنه يا أمة العرب ، بعد أن فقدت أسرة غزاوية معيلها وثلاثة من أبنائها إثر قصف منزلهم ، لا أريد أن أطيل فالحرب الأخيرة على غزه كانت عبثية والخاسر الأكبر فيها هم أهل غزه المغلوب على أمرهم .

أقول لكم الحقيقة أنه في كل مرة وبعد كل حرب على غزه تنهال اموال التبرعات على القيادات هناك ، والتي تقوم من جانبها بتحويلها الى حساباتها الخاصة في بنوك قطر وتركيا ، والمواطن المسكين في غزه الذي فقد مسكنه لا يجد مَن يعوضه .

خلال إحدى تغطياتي السابقة في غزه ، التقيتُ بأفراد عائلة منكوبة تعيش في العراء بعد هدم منزلهم ، وسألتهم إذا ما كانوا قد حصلوا على مساعدات مادية أو عينية من آلاف الأطنان التي تبرعت بها الدول والأفراد ، فأكدوا لي بأنهم لم يستلموا شيئا مما سمعوا وشاهدوا من شحنات المساعدات على شاشات محطات التلفزه .
فيا أمة العرب ويا قيادات المنظمات المسلحة ، أرجوكم اتركوا أطفال غزه وأهل غزه ليعيشوا حياتهم ويخرجوا من كوابيسهم المظلمة ، ولا تجعلوهم مادة اعلامية للكذب والزيف والخداع ، والله على ما أقول شهيد !!