جنودُنا يُصلّون على حديد بنادقهم !!

محمد داودية


أعباء ضخمة وجهود أكثر ضخامة، ترتبها على جيشنا وبلادنا، تحدياتٌ جديدة ليست من حدودنا الغربية الفلسطينية التي يحتلها العدو الصهيوني، بل من حدودنا الشمالية الشرقية السورية، التي كنا جزءا عضويا منها، والتي هي بالنسبة لنا، أهلنا وأرضنا ومملكة فيصل وسورية العربية الكبرى.

وقف أكثر من نصف عديد جيشنا على حدودنا الشمالية الشرقية، حين فقدت الدولة السورية السيطرة على طول حدودها معنا المقدرة بنحو 375 كيلومترا، منذ اندلع الربيع العربي سنة 2011.

كنا ننتظر أن يعيد الجيش العربي السوري سيطرته على حدوده معنا، بعدما حظيت سورية بدعم عسكري وتسليحي واستخباري من روسيا ومن ميليشيات طائفية إيرانية ولبنانية وعراقية وباكستانية وأفغانية ويمنية وغيرها.

كنا على حدودنا مع سورية، أمضينا بعض يومنا مع أبنائنا ضباط وجنود الجيش العربي الأردني المصطفوي.

قلت في الكلمة التي ألقيتها في عين الحدود إننا جئنا نستمد منكم المعنويات والعزم والثقة والطمأنينة.

حدثنا شبابنا المرابطون على الحدود أن الملك يحرص على تزويد جيشنا بأحدث ما تنتجه تكنولوجيا العالم من أجهزة ومعدات مراقبة وانذار وسيطرة، توفر فرصة رد الفعل الفوري على محاولات تقرّب مهربي المخدرات والسلاح إلى اخواننا ابناء دول الخليج العربية، وإلى ابنائنا وبناتنا في بلادنا الأردنية العربية الآمنة المطمئنة.

تنسب إلى نابليون بونابرت مقولة: «اللهم اكفني شرّ أصدقائي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم».

ويروى عن أكثم بن صيفي التميمي قوله: «يُؤتَى الحذِرُ من مأمنه».

على حدودنا، مشهد مذهل يخلب الألبابَ وينعش القلوب. الضباطُ والجنود الأردنيون، يجمعون فرضي الصلاة وحماية الثغور معا، فلا يُؤتينّ من قِبَلِهم.

رأيتهم في حوض اليرموك، يصلّون صلاة الظهر، في لهيب حزيران على حديد بنادقهم، رشاشاتهم جاهزة، رصاصها في بيت النار و»أقسامُها» مسحوبة.

وقفنا والغضب يملأ نفوسنا ونحن نرى إلى الجولان المحتل وبحيرة طبريا المسلوبة، وطبريا والجليل وصفد في اصفاد الأسر.

نعتز بهذه الأرض العربية، التي خاضت معارك مؤتة واليرموك وحطين وتل الذخيرة والشيخ جراح والكرامة.

ونعتز بجيش النشامى الأردني العربي، المتميز على الدوام بأعلى جاهزية.