تحقيق السلام، والبقاء في مساحات الأمن هو انجاز لأي دولة في زمن الحروب والاضطرابات الأمنية والسياسية، فأي دولة يمكن أن تبقى في هذه المساحات من الإستقرار والأمان هي بذلك تحقق انجازا ليس فقط على مستوى اقليمها إنما عالميا.
بالأمس صدر تقرير معهد السلام والاقتصاد العالمي الذي أظهر أن المملكة تحتل المرتبة الثالثة عربيا، و57 عالميًا، في مؤشر السلام العالمي لعام 2022، وفي ذلك انجاز كبير في ظل ما يعيشه العالم من ظروف مضطربة أمنيا، وما تعيشه المنطقة من واقع غير مستقر أمنيا، الأمر الذي يجعل من هذه المرتبة انجازا أردنيا هاما جدا.
حصول الأردن على هذه المرتبة، هو تأكيد على منظومة السلام والأمن والاستقرار الوطنية الأردنية، والتي أبقت الأردن دوما في مكان متقدّم على خارطة السلام العربية والدولية، ولذلك بطبيعة الحال انعكاسات هامة جدا على كافة القطاعات من أبرزها تشجيع الاستثمار، ذلك أن السلام من أكثر عوامل جذب الاستثمارات أهمية، وفي هذه المرتبة المتقدمة انجاز يلحق ايجابيات متعددة على مجالات وقطاعات متعددة.
ودون الدخول بتفاصيل التقرير الذي كشف عن تراجع في مؤشر السلام العالمي إلى أدنى مستوى منذ 15 عاما لعدة أسباب من بينها جائحة كورونا، والحرب الروسية على أوكرانيا، علينا الوقوف عند الجانب الذي يخص الأردن، والمرحلة المتقدمة في الحفاظ على السلام حتى أصبح أيقونة سلام عربية ودولية، وواحة أمن وسلام لكل باحث عن الإستقرار والأمن، والأمان، ولكل لاجئ عانى وأسرته من ويلات الحروب ليكون الأردن أرض السلام له.
ورغم ما تشهده المنطقة العربية، من اضطرابات ونزاعات دفع لتردي مستوى السلام في الكثير من الدول، فقد حافظ الأردن على الاستقرار والأمن على أراضيه، وهو ما ينعكس في سياق مؤشر السلام العالمي في إصداره الأخير، بشكل واضح على مرتبة الأردن من بين دول العالمين العربي والدولي ليكون في المرتبة الثالثة، وبطبيعة الحال ومن المنطقي أن ينعكس ذلك على الواقع الاقتصادي وزيادة الاستثمارات والتنمية، وبالمقابل يجب الإستفادة من هذا الجانب على الصعيدين الرسمي والقطاع الخاص في جذب الاستثمارات وفي جوانب اقتصادية متعددة.
تقرير معهد السلام والاقتصاد العالمي، يعلن عن انجاز اردني يجب وضعه تحت مجهر الاهتمام الاستثماري والتنموي، ويجب أن يكون أحد أهم مدخلات برامج وخطط تشجيع الاستثمار، كما أنه يجب أن يكون مصدر فخر لنا بأجهزتنا الأمنية والعسكرية، وبالأجهزة الحكومية، وبالمواطنين، فما تشهده البلاد من حالة سلام داخلي غاية في الأهمية تجعل الأردن دوما أيقونة سلام عربية ودولية.