أين تذهب ضرائبكم.. أجابة صادمة

علاء القرالة 

 نعم هو السؤال الذي يحير الجميع وفيه الكثير من المبالغة حتى اصبح وسيلة لالصطياد في الماء العكر من قبل المتربصين والحاقدين ومثيري الفتن والقالقل ونازعي
وضع الضرائب من قبل حكومتنا تحديدا وعلى مدار السنوات الماضية من عمر الدولة لم يكن هدفه الرفاهية أو زيادة المصاريف الحكومية، وهذا ما تشهد عليه بنود الموازنة العامة بكافة تفاصيلها والخاضعة لرقابة جماعية من قبل العديد من الجهات من مجلس امة وديوان المحاسبة ومكافحة الفساد وغيرها من الجهات، فما يتم تحصله للدولة من ضرائب »دخل ومبيعات« ال يكاد يغطي فاتورة الرواتب السنوية للموظفين، وهذا الشيء ال ينطبق على موازنة الحكومة فقط بل ايضا في موازنة »امانه عمان« التي هي صورة مصغرة تكفيك لالجابة على سؤال اين تذهب الضرائب ولماذا تحصل اصال. مجموع ما يحصل من ضريبتي »المبيعات والدخل« وهذا كله بعد العديد من أجراءات التشدد بتحصيالت ضريبة الدخل لم يتجاوز مبلغ 5 مليارات دينار وتشكل ما يقارب 50 %من حجم موازنة الدولة، غير ان المفارقة الكبيرة تكمن بانها ال تغطي فاتورة الرواتب في الجهاز الحكومي والتي تبلغ 60 %من حجم الموازنة، أي ان كافة النفقات الحكومية والمصاريف واالنفاق على المشاريع الرأس مالية وبرامج التشغيل وغيرها من المصاريف الكثيرة تأتي فقط من ايرادات اخرى قليلة تضاف اليها المساعدات والمنح والقروض التي تستدينها الحكومة لتغطية عجز موازنتها. ولعل ما صدمني مؤخرا، وخاصة انني كنت احد الذين كانوا يعتقدون أن »أمانة عمان« تأخذ الضرائب والرسوم على الهواء الذي نتفسه في العاصمة وعلى كل شي تقدمه لنا من خدمات، وكنت اتساءل لماذا لديها عجز وديون واين تذهب باموالها، الى حين ان اكتشفت ان مجموع ما تجنيه األمانة من ضرائب ورسوم ال يصل الى مستوى فاتورة الرواتب المرتفعة فيها والتي تبلغ 180 مليون دينار بينما تحصيالتها ال تتجاوز 130 مليونا، فمن اين اذن تأتي بباقي المصاريف من وقود وحركة ومشاريع خدمية لتغطي االمتداد الكبير للعاصمة عمان وزيادة عدد سكانها. باختصار هذه االجابة عن سؤال: اين تذهب الضرائب التي تدفعونها
والموارد، فالبطالة ستكون اضعاف ما هي عليه االن والمديونية ستكون وصلت الى مراحل االفالس والخدمات ستكون اسوأ من حال دول فقيرة طرقها ليست معبدة وال يوجد بها تعليم وصحة وال وسائل نقل متطورة، باالضافة الى ان عملتنا ستكون من اضعف العمالت وجهازنا المصرفي هزيل والصناعة ال تكاد تكون موجودة والتجارة معدومة، وغيرها وغيرها من انجازاتنا التي تترجمها العيون المبصرة والعقول المفكرة وتجحدها قلة حاقدة. موازنة الدولة.. ال تنكر الدور الكبير للضرائب التي تدفعونها في عملية التنمية واالستدامة ومواصلة دورها في تلبية النفقات الجارية والرأسمالية رغم انها ال تغطيها كلها، غير انها تنكر تماما اي فساد او رفاهية تأتي اليها من هذه الضرائب فما تقدمونه يعود لكم اما رواتب او خدمات للمواطنين والقطاع الخاص ومع ذلك تستدين وتقترضوتطلب المنح لاليفاء ببقية التزاماتها تجاهكم وتجاه الدولة