اللهم إني صائم

أجل إنه رمضان بروحه بإيمانه بصلاته بقيامه لكننا أمام أكبر وأعظم صفة في رمضان الا وهي الصبر وأخلاقيات هذا الشهر الفضيل في مجتمعنا.
تعودت أن أكتب ما أراه وأشعر به منتقدا مانحن به وللحكومة النصيب الأكبر من هذا النقد لكنني اليوم وَاسمحولي أن أتجاوز هذه النقطة لما أصبحنا نراه في كل عام من تجاوزات لا أخلاقية في شهرنا الكريم.
لاتكون التجاوزات اللاأخلاقية في رمضان حكرا فقط على الجهر في الإفطار في يوم رمضان لكننا وللأسف مانراه وأجزم يوميا.

 

فمنذ اليوم الأول من رمضان تشعر أنك أمام طاقة سلبية عصبية تجتاح المواطنين فإذا قررت الذهاب إلى عملك وقلت أصبحنا وأصبح الملك لله وقمت بتشغيل سيارتك تبدأ معها ماتسمى تلك اللعبة الغريبة التي كنا ونحن أطفالا نتمنى اللعب بها لعبة السباق بالسيارات فتشعر أنك في سباق الفورميلا لكثرت التجاوزات والسرعات أمامك ولا يقتصر فقط على ذلك الا أنك وللأن لم تبدأ يومك بعد تشعر أن الغضب الساطع قادم من عيون السائقين هذا إن لم تسمع خلال رحلتك تلك عددا من الشتائم تفوق الحجم الطبيعي لعدد السيارات أمامك وهذا كله ويومك لم يبدأ بعد.
تصل إلى مكان عملك محاولا ضبط أعصابك لكثرة ماسمعت من ألفاظ غريبة وشتائم تليها جملة... اللهم إني صائم.
تحاول أن تجد مكانا لسيارتك علك تهدأ من فورة دمك الصباحية إلا أنك تتفاجأ مرة أخرى بالقدرة الرهيبة للسائقين لمناورتك حول ذلك المكان كأنك في حرب والعياذ بالله.

 تستغفر ربك وتقول اللهم إني صائم لا أريد أن أفقد هذا اليوم ياالله تتجه إلى عملك لتأتيك الصدمة الأخرى وجوه عابسة كاظمة للغيظ والغضب كأنها في انتظارك لتبدأ كما يقال ( فشة الخلق) تستغفر ربك للمرة المليون وتقول يارب امهلني الصبر ياالله.

ينتهي يوم عملك وأنت كنت تعتقد انه لن ينتهي لكثرت التأفف الذي سمعته خلاله والجملة المعتادة اللهم إني صائم....

تعود أدراجك لمنزلك في رحلة أخرى كأنها رحلة الشتاء والصيف ومعاناة الشوارع.... الأزمات.... والأخلاق الضيقة مرة أخرى وإذا فكرت مجرد تفكير بشراء أمر ما لمنزلك فاعلم عزيزي أنك ستخوض حربا ضروس تبدأ من إيجاد مكان لسيارتك وحتى وصولك لما تريد شرائه ودفع ثمنه ومعاناتك مع دفع الحساب إلى خروجك من المكان وتأخذ ذلك النفس العميق لقرب وصولك لمنزلك ولتقول في قرب نهاية هذا اليوم اللهم إني صائم.

لا أعلم لماذا وصلنا إلى هنا أعصاب تعب نفسي إرهاق ليس بعده إرهاق. 

 لكننا ياسادة ننتظر رمضان بفارغ الصبر لتهدأ نفوسنا لنرى أن العكس هو الأساس. 

لا ذنب لي أنك تصوم ياسيدي
لا ذنب لي أنك محروم من الدخان سيدي
لا ذنب لي أنك تحتاج لفنجان قهوة لتعديل مزاجك على حد قولك. 

رمضان لي ولك لا تفسده بنفسيتك وأفكارك وأخلاقك...إن صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك. 

اليوم نحن في رمضان وقد لا نكون العام المقبل... 

كل عام وأنتم بالف خير