أبو الرب يحدد إجراءات مواجهة كورونا

يسير الأردن تجاه تخفيف الإجراءات ضمن المرحلة الثالثة لخطة الحكومة لفتح القطاعات، مما يشكل خطوة تجاه التعافي الاقتصادي من تداعيات جائحة كورونا. وحتى يستمر هذا التعافي يجب الانتباه إلى بعض الأمور.

 

جاء تخفيف الإجراءات مع ارتفاع أرقام التطعيم، إذ وفقا وزارة الصحة بلغ عدد الذين تلقوا الجرعتين من لقاح كورونا حوالي 3 ملايين و67 ألفا، أما من تلقوا جرعة واحدة فأكثر من 3.5 مليون، وذلك من حوالي 10.8 عدد سكان المملكة.

اللقاحات محورية، وقد نجح الأردن في توفيرها وإيصالها، فإجراءات التسجيل والحصول عليها سهلة وسريعة في المنصة الإلكترونية.

تعمل اللقاحات على تقليل خطر الإصابة، وفي حالة الإصابة فإن اللقاح يقلل احتمالية تطوير أعراض خطيرة ودخول المستشفى والموت، كما أنه يقل احتمالية الإصابة بمتلازمة كوفيد طويل الأمد Long Covid، وفيها يستمر المصاب من المعاناة من أعراض كالتعب، بعد تعافيه من العدوى.

مع هذا الإنجاز الكبير، لا يبدو مفهوما استمرار البعض في التشكيك باللقاحات، إما عبر تبني نظرية المؤامرة والقول إن اللقاحات وسيلة للسيطرة على البشر وتتبعهم بشرائح إلكترونية، أو القول إن اللقاحات أمر يعارض الحرية الشخصية.

موضوع المؤامرة تم الرد عليه مرارا، وهنا يجب أن نطمئن المتخوفين، إذ لا تحتاج "السلطات الخفية" لزرع شرائح إلكترونية لتتبعنا، فتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي وهواتفنا تتبعنا في كل ثانية، وحري بمن يخشى التتبع أن يلقي بهاتفه في القمامة!

ومع أن نظرية المؤامرة سخيفة، إلا أن ما يثير قلقي هو ما بتنا نسمعه من أن اللقاحات تعارض الحقوق الشخصية للمواطن، وأن تطبيقها نوع من الاستبداد، وهذه هرطقة.

لم تجبر أي دولة في العام مواطنيها على تلقي اللقاحات، ولكن حق صناع القرار -وحق المواطنين الذين تلقوا اللقاح ويردون العودة للحياة الطبيعية واستئناف حياتهم- أن يضعوا اشتراطات لإعادة فتح المنشآت وزيارتها، مثل أن يكون أفراد المنشأة جميعا قد تلقوا التطعيم، وأن يكون الأشخاص الذي سيجتمعون في مطعم مثلا قد تلقوا التطعيم. وهو أمر يحمي في النهاية كل المواطنين، ويحفظ حقهم في الحياة حرفيا، والتي فقدها آلاف الأردنيين الذين توفوا خلال جائحة كورنا.

 كل يوم تطالعنا الصحف والوسائل الإعلامية بقصص عن أشخاص رفضوا التطعيم بحجة الحرية الشخصية أو نظرية المؤامرة، ثم ماتوا. ومنهم من وجه رسالة وهو على فراش الموت لأصدقائه أن يتلقوا التطعيم حتى لا يكون مصيرهم مثله. وهي قصص محزنة.

لذلك ومع التقدم الكبير في نسب التطعيم، يجب العمل على رفع النسبة أيضا، وتوعية الناس، وتفنيد أي هرطقات مشككة تختبئ تحت رداء الحقوق الشخصية أو مكافحة التجسس!، وهو أم سيساعد فيه قادة الراي والمجتمع المدني.

مع إعادة فتح المنشآت من الضروري استمرار الالتزام بإجراءات الحماية الشخصية، والتباعد الاجتماعي المستطاع وحسب توجيهات وزارة الصحة وتعليماتها للمنشآت.

أيضا يجب ارتداء الكمامات وتجنب المصافحة والتواصل القريب، وغسل اليدين جيدا.

العودة إلى عالم ما قبل كورونا أصبحت مستحيلة، وهناك أمور تغيرت للأبد، منها طريقة اختلاطنا. ويجب فهم ذلك.

ارتداء الكمامات يساعد على منع انتشار العدوى، وأيضا يبقي الناس منتبهين وفي حالة يقظة تجاه كورونا. وهو أمر ضروري.

التقدم في خطة تخفيف الإجراءات إنجاز كبير، وللحفاظ عليه علينا القيام بمسؤولياتنا، وذلك عبر تلقي اللقاح، والالتزام بإجراءات النظافة والتباعد.