لم أصدق تصريحات خليل الحية حين قرأتها، فاستمعت إلى خطابه المسجل، الذي كان يقرأه من الاستوديو، وفي الخلفية صورة الأقصى والكنيست، فأذهلني انه قال ما قال !! تلك التصريحات تدلل بوضوح تام على انفصام متفاقم. فلا يعقل ان قياديًا حريصًا على أهل غزة يرفض، باستعدائية مجانية، الإمدادات الجوية، التي ما كانت جوية إلا لأن الإمدادات البرية متعثرة. القيادي الحمساوي المقيم في الخارج، خليل الحية، لا يقلل من شأن الإنزالات الإسعافية الإغاثية الأردنية فحسب، بل يصفها بأنها «مسرحيات هزلية» و «تعمية على الجريمة» !! الإنزلات الجوية الأردنية التي يقول إن كل خمسةٍ منها تساوي حمولة شاحنة صغيرة، هي إنزالات ينتظرها أبناؤنا جياع قطاع غزة المنكوبين، بلهفة لا تعادلها لهفة، وهي تفعل العجب حين يلتقطونها ويهرعون بها إلى أطفالهم وأُسرهم المبتلاة بعدوان ليس له أفق. حمولة شاحنة صغيرة تساوي يا خليل، 20 كيس طحين بوزن 50 كغم للكيس. بالمناسبة، ما أسقطته 3 طائرات أردنية وإماراتية من مساعدات على قطاع غزة أخيرًا، كان بوزن 25 طنًا، علمًا ان حمولة الشاحنة الصغيرة تساوي 1 طن لا غير !! أتدري ما هي أهمية هذه الأكياس عند أبنائنا، جوعى قطاع غزة ؟! لا شك أن الفرح الذي يشاهده العالم ويسمعه على وجوه وألسنة أبنائنا جياع قطاع غزة، لدى إطلالة الطائرات الأردنية من الأفق البعيد، ولدى هبوط مظلاث الإغاثة، لا يمكن تقديره بثمن ولا بوزن !! ونستذكر حالات الجوع التي ورد ذكرها في كتاب إخوتنا المسيحيين المقدس. فقد قص علينا الإنجيل الكريم معجزة السيد المسيح المعروفة باسم معجزة الخبز والسمك، حين أطعم عليه الصلاة والسلام خمسة آلاف شخص من الناس الذين يتضورون جوعًا، على شاطئ بحيرة طبرية، من خلال تكثير خمسة أرغفة من خبز الشعير وسمكتين. لقد كان خبز الحياة، كما هو خبز المخابز الأردنية. وكما هو دور المستشفيات الميدانية الأردنية التي تنقذ الحياة. وكما هو دور شاحنات الإغاثة الأردنية التي تعادل حمولتها حمولة آلاف الشاحنات الصغيرة. لماذا لم تأخذها قلم قايم يا خليل الحية؟ لماذا تغمض وتغضي عن المستشفيات الميدانية الأردنية؟ وعن نهر شاحنات الإغاثة الأردنية؟ وعن إجلاء وإخلاء الأطفال المصابين من قطاع غزة ومعالجتهم في المستشفيات الأردنية؟ وعن وعن وعن؟ وعن الإسناد السياسي والدبلوماسي والإعلامي الأردني الذي عمره أضعاف عمرك ؟! أقلك بدون دبلوماسية: الجهد الأردني، الإغاثي والسياسي والطبي والدبلوماسي والإعلامي، يرقّع خوازيقك يا حية!