(فرحة الوطن) فرحة العودة إلى المدرسة

 

 

 

بدأ العام الدراسي الجديد ٢٠٢١ / ٢٠٢٢ مع التحاق أكثر من ٢٠٠ ألف طالب وطالبة من مختلف الاعمار ومن مختلف المراحل الدراسية إلى محاضنهم التعليمية التعلمية ، بعد انقطاع طال ، ليشدّوا الرحال "بحقائبهم" الجديدة ، فارتدوا ملابسهم المدرسية الجميلة "بتأنق" وكأنهم ذاهبون الى احتفالية "عيد" ، متفقين جميعاً على البسمة التي علت محياهم ، فكلهم تجمعهم ملامح واحدة هى ملامح "الطلبة" ، لتستقبلتهم مدارسهم استقبالا حافلا وقد تزينت بالزينة والبالونات والدمى الكرتونية وبتوزيع الحلوى ، وبعبارات "يا باغي العلم اقبل" في خطوات تشجيعية تحفزهم على عودتهم الميمونة هذه .

 

لقد كانت فرحة العودة في عيون ابنائنا الطلبة لا تضاهيها فرحة ، فهم مشتاقون الى لقاء احبتهم أصدقاء الدراسة وجهاً لوجه ، ليتبادلوا فيما بينهم الأحاديث والحكايات ، فتلك الفرحة فرصة لا يمكن أن تتكرر بعد كل هذا الانقطاع ، فكان حلاوة اللقاء في اليوم الأول في المدرسة له ذكرى لن ينساها أحد منهم ، فبدا واضحاً "ارتسام" ملامح الفرح والانتشاء على وجوه الطلبة وأولياء أمورهم ، حيث كانت الصورة تلك هي الصورة المثيرة المسيطرة على المشهد العام ، خاصة وقد عاد الطابور الصباحي الذي طال انتظاره ، ليعودوا ليرددوا نشيد  «السلام الملكي» ، هاتفين بصوت واحد «نحن احرزنا المنى ، يوم احييت لنا ، نـهضـة تـحفــزنا ، تتسامي فوق هام الشهب»، في تعبيرات مؤثرة تعبر عن الانتماء للوطن وقائد الوطن والارتباط بالجذور .

 

 ولعل ما عزز فرحة وسعادة الطلبة والطالبات الغامرة تلك اضافة الى كل ما سبق وتحدثت ، ما نظمته لهم مدارسهم من مهرجانات " العودة " الاحتفالية ، والتي كانت ضمن البرامج النفس اجتماعية الموجهه التي اعدتها وزارة التربية والتعليم ، والتي كانت الغاية منها تحفيز الطلبة على العودة إلى مقاعد الدراسة من خلال توفير نصيب من المرح واللعب للطلبة مع ضمان الفائدة والتعلم والتفاعل الإيجابي ، اضافة لاستكمال الخطط المتعلقة بالتعليم غير المكتمل او كما سمي "الفاقد التعليمي" من خلال الدروس الاستدراكية للمساعدة في وضع الطلاب على المسار التعليمي المنشود ، اضافة الى ضرورة تنفيذ نماذج من "التعليم الهجين" ، كما في غالب دول العالم المتقدم .

 

لقد عاد طلابنا إلى محاضنهم ليضعوا نقطة في أول السطر ، عادوا وقد اعتراهم شعور المتعة والحماس الشديد ، وبلهفة الجلوس في مقاعدهم يتفاعلون مع  زملائهم ، عادوا وجهاً لوجه لتعويض ما فاتهم من مهارات وخبرات ، عادوا كي ينهلوا من معلميهم المعارف التي افتقدوها منذ سنة ونصف ، وعادوا كي يجعلوا تفكيرهم ينضج أكثر وأكثر ، وليبدأوا بأنفسهم محاولات إيجاد أدوات تعتمد على مدى تكيفههم ومرونتهم وقدراتهم الشخصية لممارسة الاتصال الإيجابي ، وليبدأوا بالاندماج ضمن مهاراتهم ومستوياتهم وقدراتهم التي يمتلكونها ، عادوا لتتهيأ لهم التربة الخصبة لنرى الثمرة ، لنقطفها يانعة ، عادوا ليحسن معلموهم الزرع ليحسن الحصاد ، عادوا لينتقلوا الى حالة نفسية جديدة ، ليخوضوا حياة مدرسية حقيقية،  عادوا الى جدية الدراسة والنجاح ، واستيعاب الحالة المدرسية العائدة بحماسة ، معلنين بداية المشوار الدراسي لهذا العام باجراءات احترازية وتوخي كل سبل السلامة .

 

وأخيراً اجد أن لا بد من التنويه الى تكاملية العملية التعليمية والتعاون ما بين البيت والمدرسة ، وبالدور الهام الذي يمكن أن يقوم به اولياء الامور ، خاصة المتعلق منه بالجانب الصحي لاستمرار العملية التعليمية ومواجهة تحديات الوباء ، واعتقد أن الوقت مناسب لتحصين أبنائهم باللقاح الآمن التي يقيهم شر الوباء ويساعدهم على الحماية ويعزز في مناعة ابنائهم  ، وبذلك نستطيع أن نحلم بالغد الأفضل لأبنائنا والمستقبل المشرق لوطننا .

ودمتم سالمين .