الحفر الانهدامية في غور الحديثة .. قضم متسارع للمساحات الزراعية

لا تزل الحفر الانهدامية الأخذة بالتزايد في غور الحديثة على الشاطئ الجنوبي الشرقي للبحر الميت بمحافظة الكرك وباعماق واتساعات كبيرة ماثلة بكل تداعياتها المؤذية لسكان المنطقة ومزارعيها، حيث القضم المتواصل للمساحات الزراعية في منطقة هامة ترفد بمنتجها المتنوع من الخضار والفواكه اسواق الخضار المركزية في عمان والكرك.

ويقول مزارعون هناك أن تنامي اعداد تلك الحفر وظهورها المفاجئ يهدد ارواحهم ويحول دون مواصلة استثمارهم لمئات الدونمات الأمر الذي اشاروا الى انه عطل مصادر ارزاقهم، كما حال الوضع كما يقولون دون استثمار مساحات اضافية من اراضيهم، وهم متخوفون ايضا من استشراء خطر الحفر المشار اليها لتهدد مساكنهم وكافة المنشات العامة والخاصة القريبة من المكان.

كل هذا يشكوا المزارعون دون ان نرى تحركا حكوميا جادا للكشف عن مسببات الحالة التي ظهرت منذ تسعينيات القرن الماضي واجتراح وسائل لمعالجتها.

ممثل اغوار الكرك في مجلس المحافظة فتحي الهويمل بين لـ عمون أن غور الحديثة ليس وحدة المتضرر من الحفر اياها فهي موجودة ايضا في كافة المناطق الزراعية الممتدة في أكثر مناطق الساحل الشرقي للبحر الميت، موضحا أنه ظل متابعا للحالة منذ ظهورها في نسعينيات القرن الماضي مع كافة الجهات ذات العلاقة في سلطة وادي الاردن والجمعية العلمية الملكية والكثير من الهيئات البيئية العاملة في المملكة الا ان الحل يبدو كما قال الهويمل مستعصيا على تلك الجهات، فالأمر بحسبه يرتبط بمؤثر موضوعي ناجم عن تراجع منسوب مياه البحر المبيت المتاتي عن شح المياه المتدفقة اليه من الروافد التي كانت تغذيه سنويا بكميات كبيرة من مياه الامطار، ومن ذلك وفق الهويمل اقامة العديد من السدود التي تحجز كميات كبيرة من مياه الامطار التي تسقط في المرتفعات الشرقية المطلة على البحر، اضافة لوجود الشركات التعدينية الكبرى التي تستهلك كميات كبيرة من مياه البحر ومن المياه التي تتدفق عند اسالة مياه السدود.

وأضاف الهويمل، أن كميات المياه القادمة من نهر الاردن والتي كانت تقدر بقرابة (1400) مليون متر مكعب سنويا، تراجعت لتصل حاليا الى اقل من (100) مليون متر، ناهيك عن نسبة التبخر المتزايدة لمياه البحر بعامل حرارة الجو.

وفي تفسيره للظاهرة اشار إلى دراسات علمية اجريت حولها، وردت تلك الدراسات السبب إلى إن انخفاض منسوب مياه البحر حركت باتجاهه المياه الجوفية العذبة في جوف الاراضي المحيطة باتجاه البحر، الامر الذي ادى لذوبان الطبقة الملحية التي تشكل نسبة مرتفعة في التربة الجوفية للمناطق المذكوره، وبالتالي تشكل تلك التجاويف الارضية الخطرة باعماق وابعاد متسعة.

وبين الهويمل أن الجهات الرسمية المهتمة بتلك الحفر كانت تعول على انجاز مشروع قناة البحرين الذي كان يعني إعادة كميات المياه في البحر الميت لما كانت عليه، وبالتالي وقف تمدد الحفر، وحيث يقال عن توقف المشروع اوضح الهويمل فان مخاطر تزايد اعداد الحفر حتمي، فيما تزداد في المقابل لتزداد نسبة وشدة الاخطار المحدقة بمنطقة غور الحديثة وسكانها ومزارعيها.