ما مصير موسم الزيتون مع حظر الجمعة؟

الحكومة ومنذ أن أعلنت الحظر الشامل في كافة محافظات المملكة أيام الجمع، بالتزامن مع بدء موسم قطف الزيتون، ساد استياءٌ شعبيٌ عارم مشبعٌ بالمخاوف على موسم قطف الزيتون الذي يوفر الكثير من فرص العمل الجزئية للأردنيين الذين يعتمدون عليه، كموسم زراعي وحيد يعتاشون منه ويؤمنون من عوائده احتياجاتهم التموينية والأساسية لفصل الشتاء.


المزارعون في كافة محافظات المملكة كانوا ينتظرون بفارغ الصبر سقوط أول قطرة من مياه الأمطار لتغسل أشجار الزيتون الطيبة وتعيد لها رونقها، وتبشرهم بموسم خير وعطاء، بعد ان شاهدوا حبة الزيتون وهي تتلون معلنة نضجها وموعد قطفها، الا أن هذه المشاعر سرعان ما شابها شائبٌ عكر صفوها بعد الإعلان الحكومي غير المدروس للحظر الشامل يوم الجمعة حتى نهاية العام.


العديد من اصحاب المزارع في المملكة يعلقّون طموحات كبيرة وعملاقة على موسم الزيتون أو كما يقال له "أبو المواسم"، والذي يبدأ من نهاية أكتوبر وحتى منتصف نوفمبر؛ لما له من خصوصية واضحة وقوية في حياتهم التي تتغير رأساً على عقب معلنةً موعد نشاط غير اعتيادي لقطف ثمار الزيتون تمهيداً لعصره واستخدامه.

على الحكومة الأردنية إعادة دراسة حظر يوم الجمعة الذي سيشكل تهديداً غير مسبوق على موسم قطاف الزيتون، ومع الدعوات المتكررة من عدم فائدة الحظر ليوم واحد مع تزايد اعداد الإصابات على نطاق واسع، كما يجب على الحكومة أيضاً ألاً تتجاهل قدسية يوم حصاد الزيتون، وألاً تخطىء في دراسة حيثيثات حظر الجمعة دون وعي ولا دراية لخسائره الفادحة على المزارعين على كافة الأصعدة.


آمال الأردنيين بموسم زيتونٍ مبهج سلسٍ تسوده أجواء عائلية مرحة، وجلسات مفعمة بمشاعر الحب، والتعاون، والإخلاص للارض ولشجرة الزيتون، لربما لن يكون كما يرسموه دائماً في مخيلتهم، فالحظر الشامل وقف لهم عائقاً كما الغصة في الحلق.