سبب تسمية " العبيط، التش، وحوح" بهذه الألقاب!

أسماءً مستعارة وألقاباً غريبة للمجرمين ظهرت على نطاق واسع في المجتمعات الأردنية بالتزامن مع الحملات الأمنية المكثفة للقبض على فارضي الأتاوات وذوي الأسبقيات الجرمية، وإيقاع أقسى العقوبات بحقهم؛ علها تكون رادعة لهم؛ لعدم تعمد بثهم الرعب والخوف في قلوب المواطنين وترهيبهم بأفعال لا تمثل ديننا الإسلامي والبعد عن التصرفات الوحشية والتي تستهدف المساس بالكرامة الإنسانية.

هذه المسميات التي أطلقها المجرمون على أنفسهم،" التش، وحوح، الدقر، البلطجي، الزعيم، النص، الونش، العبيط"، وغيرها من الأسماء، أثارت استهجاناً واسعاً حول الدوافع الأساسية التي تجعل هذا الشخص "الأزعر" يتبنى اسماً غريباً مستفزاً لا يخلو من معانٍ وهمية وغير مفهومة.

من جهته، بين الدكتور مجد خمش، أستاذ علم الإجتماع، في تصريح خاص لـ"جراسا"، أن هذه الأسماء المخيفة التي يسعى مرتكبو الجرائم بشتى أنواعها لأن تكون لصيقةً بهم؛ هي جزء من الهيبة، أو بناء صورة تثبت أنهم خارجين عن القانون، ما يدفعهم لتسمية أنفسهم بمسميات" بلطجية"، عدا عن أن جماعات المجرمين أنفسهم يعيشون داخل صراع دائم.

ولفت الى أن هذه المسميات وظفيتها؛ دب الرعب في نفوس الآخرين وكأن الإسم المستعار الذي يختارونه يعطيهم القوة، وكنوع من فرض الرأي بشكلٍ أسهل على غيره، او لربما تكون حيلة يخترعها العصابات المجرمة، وتعود أيضاً الى عوامل نفسية واجتماعية لدى الشخص.

وقال إن ذوي الأسبقيات وفارضي الأتاوات يسعون من خلال مسمياتهم الغريبة الى تخويف غيرهم من العصابات المنافسة، اضافة الى بث الرعب في نفوس الملتزمين بالقانون من أبناء الشعب؛ لعدم مقاومتهم، فيما قد يكونون قد تأثروا فكرياً ببعض الأفلام المصرية التي يسود في بعض بيئاتها الشعبية عصابات بمسميات مبهمة، أو لربما عاشت داخل عقولهم أفكاراً لبعض عصابات داعش المنتشرة في البلدان المجاورة، والتي يغلب عليها طابع القسوة المبالغ فيها، وفقاً لخمش.

واشار خمش الى الثقة الكاملة بإجراءات الأمن العام في محاربة الخارجين عن القانون، والحملات الأمنية التي نفذت مؤخراً في كافة أرجاء المملكة رسالة واضحة لهذه الفئة الضالة بأن " الجريمة لا تفيد، والقانون فوق الجميع"، وهو أيضاً ما دفع بعض الاشخاص ممن لديهم تاريخ جرمي بتسليم أنفسهم الى الأجهزة الأمنية، ولا بد أن نقف الى جانب الأمن العام في محاربة بؤر الجريمة داخل هذا البلد الذي تسوده القوانين.