وجهت جمعية اختصاصيي علوم الطب الشرعي رسالة الي وزير الصحة والجهات ذات الصلة اكدت فيها على ضرورة إعادة النظر بالتعليمات الصادرة عن المركز الوطني للطب الشرعي الذي ينظم عمليات دفن المتوفين المصابين بفيروس كورونا المستجد ، وتصحيح المعلومات المتعلقة بالتعامل مع الوفيات .
وقالت الجمعية في الرسالة التي نسخة منها ، أن بوصلتها قانون العِلم والمعرفة ، وقانون العقل والمنطق، ومصلحة الوطن والمصلحة العامة ، معتبرة ان الإجراءات والتعليمات التي صدرت عن وزارة الصحة تنطبق على امراض وبائية خبيثة أخرى مثل الطاعون وايبولا وما في حكمها ، ولاتنطبق على مرض الكورونا على الاطلاق ولا لزوم لإجراءات إضافية مربكة .
وبينت الجمعية ان هذا الرأي جاء بعد الملاحظات والاستفسارات من الأطباء والمواطنين ،التي تتعلق بالتعليمات المشددة الصادرة عن وزارة الصحة في التعامل مع دفن الموتى المصابين بفيروس كورونا المستجد ، حيث استندت الى رأيها بعد التشاور مع عدد من المرجعيات العلمية المشهود لهم بحصافة الراي ، وبعد مراجعة الادبيات الصادرة عن الكلية الملكية لاختصاصيي علم الامراض البريطانية ومنظمة الصحة الدولية وCDC الامريكية . ومراجعة قواعد الاخلاقيات المهنية الطبية المتضمنه ضرورة المحافظة على الأعراف والمعتقدات والأديان للإنسان والمجتمع واحترام كرامة الميت وكرامة اهله في اطار العدل في توزيع الخدمات المقدمة في هذا المجال .
وشددت الجمعية اعلى اهمية ان يراعي كل من يقوم بالتعامل مع الوفيات المصابة او المشتبه باصابتها بفيروس الكورونا المستجد بما في ذلك القضائية منها، او عند زيارة مسارح الوفيات ، او تجهيز الميت لزوم وضع الكمامة وارتداء قفازات ومراعاة التباعد الاجتماعي واستخدام معقمات اليدين والملابس الواقية حسب الاصول.
ورأت الجمعية ان الفيروسات عموما ومن ضمنها فيروس – الكورونا تعيش وتنشط داخل الخلايا الحية وتكون جزءا من مكوناتها ولا تعيش على او داخل الخلايا بعد موتها الا لفترات قصيرة لاتتجاوز فترة التحول في هذه الخلايا الى ميته ولفترة لا تزيد عن ساعات محدودة.
وتظهر الدراسات الحديثة، بحسب ما استندت اليه الجمعية، الى انه يمكن ان تتواجد الفيروسات ومنها فيروس كورونا المستجد على الاسطح ومنها أسطح جلد الاشخاص المتوفين ولفترات قصيرة جدا. لذا تزول هذه الفيروسات بعد غسل الجسم بعناية بالماء والصابون وفركه لمدة 21 ثانية على الأقل. ويمكن استخدام الكحول الطبي او اي معقمات للتخلص من الجراثيم وتركه على سطح الجلد لاربعة أو خمسة دقائق قبل تجفيفه.وكذلك التخلص من الملابس التي كان يرتديها المتوفى المشتبه بإصابته قبل الموت أو غسلها بعناية.
ووجدت الجمعية أنه لم تتضمن اية ادبيات علمية صادرة عن أية هيئات تحظى بالتقدير العلمي الدولي الى لزوم دفن الموتى وعزلهم في مقابر خاصة ،أو الى لزوم تغيير في تصميم سماكة جدران القبر او تغيير في قاعدته .
وقالت إننا لم نر أو نسمع عن صدور أية تعليمات علمية مقدرة تتطلب لزوم مرافقة الطبيب الشرعي للجثة والاشراف على دفنها .
لذلك فان الهيئة الإدارية رأت و بعد التشاور مع المرجعيات العلمية في مجال تخصص الاحياء الدقيقة سواء الفيروسات منها او البكتيرية وعلوم الامراض ان اية إجراءات خاصة لعزل مكان الدفن او مرافقة الطبيب الشرعي للجثث يأتي من باب ، لزوم ما لا يلزم ، كما يؤدي الى حالة من تشكيل وصمة عار حول ذوي المتوفى ستنقش علامة معيبة على جدار ادمغتهم وذريتهم لسنوات قادمة ، تتحول هذه الوصمة الى حالة من الغضب خاصة ان هذه الإجراءات لانها تأتي دون أي سند علمي ، كما تؤدي حتما الى ارباك المواطنين وزيادة الأعباء والواجبات الملقاة على المؤسسات الناظمة لعملية الدفن وبخاصة الأجهزة الأمنية دون مبررات علمية .