«ليكونوا جاهزين لخدمة الوطن» رسالة بحجم الحسم الشبابي بصورة عملية نموذجية، قالها سمو الأمير الحسين ولي العهد، عند إعلانه أمس عن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم قريبا، خلال لقائه شبابا وشابات من محافظة إربد، فطالما تعددت الدراسات والأبحاث والخطط والبرامج للوصول إلى صيغة شبابية يكونوا بها جاهزين لخدمة الوطن، وهو ما حسمه سموه ووضعه منهجية لعمله، ووضع قاطرته على مسارها الصحيح والآمن، ومؤكد النجاح.
بالأمس، أعلن سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، عن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم قريبا، وقال سموه «إنه يجب تهيئة الشباب ليكونوا جاهزين لخدمة الوطن والدفاع عنه، مضيفا أن كل من انخرط في برنامج خدمة العلم يعي أهمية هذه التجربة»، فهو الحسم الذي سيضع الشباب في درب سليم صحيح، يدفع بهم للأفضل، ويجعلهم بكامل الجاهزية لخدمة الوطن، من خلال خدمة العلم، هذا البرنامج الذي قال عنه سمو الأمير الحسين «من انخرط به يعي أهمية هذه التجربة»، حيث ستجعل من هذا الجيل مختلفا مؤهلا ممكنا بحرفية الكلمة، والفعل.
قرار تاريخي، في وقت غاية في الأهمية دقيق وحساس، له دلالات سياسية عميقة، قرار جاء في مكانه، بتوقيت مهم جدا، يحمل مؤشر الرد الصريح والعملي على تصريحات إسرائيلية أخيرة بشأن إسرائيل الكبرى، فجاء القرار برد أردني عظيم ودلالات واضحة، أن هذا الوطن عصي على كل متآمر وحاقد، وكل من يسعى للمساس بأمنه وسلامة أراضيه، رد واضح دون مواربة قوي، علني، يضع الحقيقة الأردنية كاملة أمام من تسوّل له نفسه المساس بذرة من ترابه، فهو قرار تاريخي حقيقة ورد عملي يوقف من يفكّر بالأذى للأردن عند حدّ أفكاره، واحلامه فقط، رد واضح أن الأردن قوي.
أهمية كبرى يعكسها قرار سمو الأمير الحسين، ويعلن عن تأطير لمرحلة جديدة من التعامل مع الشباب، مرحلة سيتم من خلالها تمكين الشباب ليكونوا جاهزين لخدمة الوطن، وفي ذلك عظيم القول، والرسالة، وسيتم صقل شخصياتهم، وتعزيز الهوية الوطنية، وارتباط الشباب بأرضهم، وكما أشار سمو ولي العهد فإن «الخدمة برفقة نشامى القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي تسهم في صقل الشخصية والانضباط»، فهي أهم مدارس النموذجية والمثالية التي ستجعل من الشباب «قادرين» وفي هذه الكلمة الكثير من النتائج الإيجابية التي ستغير من واقع الشباب نحو الأفضل.
في قرار سمو الأمير الحسين دلالات وأبعاد هامة كثيرة، قرار يحمل بعدا استراتيجيا يجمع بين البعد الأمني والسياسي وتعزيز الأمن الوطني، والقوة العسكرية، والحسم بأن الأردن قوة تتحطم على صخورها كل المكائد، إضافة إلى حرص سموه على الاهتمام بالشباب، بما هو عملي وما يجعلهم شركاء حقيقين وممكنين لخدمة الوطن، وفي خدمة العلم صقل لشخصية الشباب، ومنحهم قوة ثقافية هامة تؤهلهم للواجب الوطني في خدمة الوطن، إلى جانب بطبيعة الحال البعد العسكري الهام الذي سيتحقق للشباب، فهو قرار استراتيجي بأبعاد جوهرية هامة تشكّل حالة نموذجية ونادرة من العمل الوطني الشبابي الذي يقرع جرس مرحلة جديدة أكثر قوة نموذجية للوطن وللشباب.