الهاربون من الحجر الصحي .. اتقوا الله في الوطن وأنفسكم

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات لأشخاص قيل انهم هربوا من الحجر الصحي عقب ايصالهم من المطار الى الفندق المخصص ، وقبل ايام نشر عن حالة مشابهة .

طبعا لم تعلق أية جهة رسمية على فيديو الهروب ، ولا نعلم ما مدى صحته أو حيثياته ، ولسنا بصدد الحكم على ذلك ، ولكن ما نريد إيصاله وبخاصة للقادمين من الخارج هو الحفاظ على النفس وعلى أنفس الآخرين ضرورة قصوى أقرها الدين الحنيف ، واتفقت عليها كل القوانين والشرائع ، وتقدم هذه الضرورة على كافة الضرورات.

نعلم أن حياة الإنسان في منزله وبحريته لا يقابلها مثيل ، ولكن ماذا لو أن مصابا نقل العدوى لآخرين وتفاقمت ، وهو ما بدأنا نلمسه من المواطن العائد من اسبانيا وأقام حفل الزفاف ، وتجاهل الحاضرون التعليمات الصحية ، وبتنا نرى ارتفاع حالات الإصابة.

ألا تعلم يا من عدت من الدول الموبوءة أنه ربما تكون أنت كقنبلة موقوتة تنشر شظاياها بين أناس بريئين ، عاشوا تحت نفس السماء التي عشت تحتها ، و مشوا على الأرض التي كنت وعدت لتمشي عليها ، وتنفسوا نفس الهواء الذي تتنفسه ، فلماذا تقتلهم بجهلك ، واستهتارك ، و في بعض الأحيان أنانيتك.

من تم تداول مقاطع الفيديو عنهم أنهم هاربون من الحجر الصحي ، أو من يوسوس لهم الشيطان بذلك ، أو يبيتون النية لذلك ، اعلموا أنكم شرعا ستحاسبون عن كل نفس نقلتم العدوى لها ، وأيقنوا أنكم بفعلتكم هذه تطعنون الوطن والمجتمع ، واعلموا قبل كل ذلك أن القانون يعاقب كل من يلحق الضرر بالمجتمع فالهروب في مثل هذه الحالات من شأنه زعزعة أمن وسلامة المجتمع الذي يجرمه قانون الدفاع المنوي الرجوع اليه من قبل الحكومة.

إخواننا القادمين من الخارج قفوا دقيقة تأمل ، وتفكر ، مع ربكم أولا ، ثم مع أنفسكم ، ثم مع الوطن ، واتقوا الله في المجتمع ، فالسفينة تغرق من ثقب واحد لا قدر الله.