ضربت زوبعة المرضى اليمنيين القادمين للعلاج بالاردن ضمن ما يسمى بـ "الجسر الجوي الطبي" المستشفيات الخاصة بالمملكة وسط موجة من الغضب و التساؤلات حول هذه المجريات الخطيرة المحاطة بالغموض وغياب الاجابات الشافية من وزارة الصحة وجمعية المستشفيات الخاصة ومكتب الصحة العالمية في صنعاء وجهات أخرى يدور حديثها في ذات الفلك.. "لا نعلم ولا نعرف ولا يوجد لدينا معلومة"...!!
وكانت البداية بأعلان مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، عن انطلاق الرحلة الأولى لعملية "الجسر الجوي الطبي" تقل مجموعة أولية تضم 6 أطفال من أصل 30 شخصا ومرافقيهم من صنعاء إلى عمان.. هذا المنشور المقتضب الذي لم يوضح ولم يكشف عن الجهة المنسقة والمستضيفة وهل هي حكومية ام خاصة ام دولية ولم يبين آلية الدفع وكيفية توزيع المرضى على المستشفيات وهل سنشهد أزمة مرضى يمنيين جديدة تشبه أزمة المرضى الليبيين هذا الملف الذي تسببت بكارثة على كثير من المستشفيات الخاصة بالاردن..!
وفي خضم هذه التساؤلات يبرز أمر خطير وهو احتكار المستشفى التخصصي الذي يديره رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور فوزي الحموري للمرضى القادمين –او من جاء منهم- ليحظى بنصيب الاسد بعد ان تم اختياره بتوصيات من اللجنة العليا وشركة SOS الطبية بعيدا عيون وآذان ومعرفة المستشفيات الخاصة التي تفاجأت بما يجري في عتمة الليل ولماذا جرت الاتفاقيات بهذه السرية.. والسؤال الأهم لماذا المستشفى التخصصي بالذات؟؟
ولكن المفاجأة كانت في اجابات وزير الصحة الدكتور سعد الجابر من خلال تصريحات صحفية أكد خلالها انه لا يعلم بآلية توزيع المرضى وانه تفاجأ بوجودهم وان وزارة الصحة ليست طرفا مشيرا ان التنسيق تم بجهود جمعية المستشفيات الخاصة وان من لديه اعتراض يتقدم بشكوى الى الوزارة.. وبهذا التصريح نعود للمربع الاول واسباب احتكار المستشفى التخصصي للمرضى اليمنيين الذين يعانون من امراض مختلفة ولكن العلاج فيها ليس حكرا على هذا المستشفى بعينه!
مدراء المستشفيات الخاصة هم ايضا في حيرة وتعجب والسؤال ذاته يتكرر هل "الجسر الجوي الطبي" يرتبط مباشرة مع مستشفى خاص محدد،، مؤكدين ومشددين على عدم معرفتهم بتفاصيل الاتفاق والجهات المنظمة ولكنهم اجمعوا على أنه في حال ثبوت احتكار أي جهة للمرضى القادمين للعلاج من خارج المملكة فهذا امر مرفوض مؤكدين ان كافة المستشفيات تمتلك الامكانيات الطبية العالية لاستقبال المرض من شتى الدول.
رئيس جمعية المستشفيات الخاصة مدير المستشفى التخصصي، الدكتور فوزي الحموري لم ينكر في تصريحات صحفية وجود 6 مرضى يمنيين من أصل 28 مريضا في المستشفى التخصصي، مؤكدا عدم معرفته بآلية توزيع المرضى الباقين أو أماكن وجودهم.
ملف المرضى اليمنيين والمستشفى التخصصي بات لغزا محيرا في ظل غياب الاجابات وتعدد الجهات والقاء المسؤولية من طرف الى آخر