(انتم تجلسون على كنز) خاطب بها جلالة الملك عبداالله الثاني أعضاء مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية ويتعدى مفاد هذا الخطاب الى كل مسؤول في العقبة في القطاعين العام والخاص فالكل منهم يتشارك في التصرف بهذا الكنز ضمن موقعه وقطاعه الاقتصادي خرج الملك هذه المرة عن اسلوب التلميح والرسائل والاشارات السريعة الى التصريح فالاقتصاد لا يعرف الا لغةالارقاموالصراحة ليعلن الملك على الملأ ان العقبة نقطة ارتكاز دولي للنقل والسياحة والتجارة والاستثمار.
ذهب الملك الى ابعد من التنويه لاهمية العقبة، ذهب الى طريقة التعاطي مع كنز العقبة من خلال مقوماتها وقصد بذلك ادارة هذه المقومات التي تنفرد بها العقبة عن غيرها ليس من محافظات المملكة فحسب بل عن نظيراتها من مدن البحر الاحمر.
اراد الملك ان يستنهض الهمم في العقبة ليس لمجلس المفوضين فقط بل الى كل صاحب علاقة في القطاعين العام والخاصة ومن بينهم نحن في الاعلام لنستخرج كنزنا الاردني على الرأس الثاني للبحر الأحمر.
فموقع العقبة العملاق والاستراتيجي بين قارات اسيا وافريقيا واوربا و4 دول محورية في الاقليم هي مصر والسعودية وفلسطين والاردن هو من اسهم لتكون كنزا اقتصاديا يحتاج الى توظيف يضمن الارتقاء في وتيرة الاقتصاد الوطني واقتصاديات دول الجوار باعتبار ان العقبة تتكامل اقتصاديا مع جارتها في المنطقة.
موقع العقبة الاستراتيجي في أعلى شمال شرقي خليج العقبة المتفرع من البحر الأحمر، والذي يتوسط الطرق التجارية بين قارتي آسيا وإفريقيا كل ذلك جعل من العقبة ومنفذها البحري كنز اقتصادي ومنطقة مهمة عبر آلاف السنين بالإضافة لذلك، تتميز مدينة العقبة بأنها منطقة استراتيجية والمنفذ البحري الوحيد للأردن، كما أنَّ للعقبة حدوداً برية مع مدينة حقل في المملكة العربية السعودية عبر مركز حدود المدرة، وحدود بحرية مع مصر ومع فلسطين.
وتشتهر العقبة بكونها منطقة جاذبة لهواة الغوص بشواطئها الخلابة المطلة على البحر الأحمر، وتضم العديد من مراكز الغوص والمنشآت الصناعية، والمناطق التجارية الحرة، ومطار الملك حسين الدولي.
وتعتبر مركزا إداريا مهما في منطقة أقصى جنوب الأردن ومصدرا للفوسفات وبعض أنواع الصدف.
وكنز العقبة يتأتى ايضا من امتلاكها لشبكة مواصلات مع العالم الخارجي بحر وبرا وجوا ما يعزز من مناخها الاستثماري الى جانب توفر الايادي العاملة الماهرة. ولعل الملك قصد في كنز العقبة منظومتها التشريعية التي تحكم آلية العمل الاقتصادية والتي أشر الملك على مدى حاجتها الى التطوير القادر على مواكبة مستجدات الواقع.
موقع مدينة العقبة بالقرب من وادي رم والبترا إحدى عجائب الدنيا السبع، جعل منها ومن المواقع المذكور ما يعرف بمثلث الأردن السياحي الذهبي ففي العقبة الرياضات المائية وفي رم رياضة التسلق وفي البتراء رياضة المشي والتأمل الأمر الذي قوّى من مكانتها السياحية على الخريطة العالمية، كما جعلها واحدة من كبريات الوجهات السياحية الجاذبة في الأردن.
تُدار العقبة اقتصاديا وخدماتيا من خلال سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، والتي ساهمت بتحويل مدينة العقبة إلى مدينة منخفضة الضرائب وخالية من الرسوم الجمركية، مما جعلها نقطة جاذبة لكبريات المشاريع مثل منتجعات واحة آيلة وسرايا العقبة ومرسى زايد (ايجل هلز الاردن) وغيرها مثل توسعة ميناء حاويات العقبة وبناء ميناء العقبة الجديد على الحدود مع السعودية بمواصفات عالمية ووجود مدينة العقبة الصناعية الدولية المؤهلة واضافة 5 مراكز تخزين لوجستية وثلاث جامعات وثلاث مستشفيات وبناء مدارس مركزية متطورة، كل تلك المشاريع ج?لت من العقبة كنز وحولتها إلى نقطة جذب سياحية كبرى على مستوى العالم فقد زارها 400،1 مليون عام 2019 ما جعل منها مركزا للتجارة والتخزين.
لتكون رسالة العقبة جزءا من كنزها للاسهام في تعزيز القدرة الاقتصادية للأردن من خلال استقطاب الاستثمارات عن طريق تهيئة بيئة منافسة وجاذبة عالميا وتحسين المستوى المعيشي والرفاه الاقتصادي للمجتمع، وضمان التطوير المستمر القائم على أسس من الشفافية والاستخدام الأمثل للموارد وتحقيق أفضل النتائج بهدف تعزيز الاستثمارات في المنطقة للنهوض بالمستوى الاقتصادي الوطني وتحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع المحلي.
وتوفير البنية التحتية والخدمات كما ونوعا لمواءمة النمو في المنطقة وجعل العقبة مركزا ومقصدا سياحيا والمحافظة على البيئة والصحة والسلامة العامة وتطبيق أفضل الممارسات الإدارية المتميزة في السلطة لجعلها نموذجا متميز
يحتذى به ضمن رؤية تهدف الى تحويل منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الى مقصد استثماري وسياحي عالمي على البحر الأحمر يرفد الأردن بمحرك تنموي ويحقق الارتقاء بالمستوى المعيشي والازدهار والرفاهية للمجتمع ضمن إطار من التنمية المستدامة والشاملة.الراي