بعد قرار الحكومة القاضي بإلغاء دائرة الأرصاد الجوية، ودمجها مع وزارة النقل تبرز
مجموعة من المعطيات، التي يبدو أن صانع القرار أغفلها في قرار الدمج ومنها أهمية
الدائرة على المستوى الإقليمي والدولي وطبيعة المهام التي تطلع بها الدائرة وكيفية
إدارتها في حال أصبحت مديرية في وزارة.
متابعون يتساءلون حول آليات اتخاذ القرار وتبعاته على قطاع الرصد الجوي، وعلى مكانة
الاردن في مختلف الفعاليات الدولية التي تتعلق بالرصد الجوي باعتبار الدائرة مؤسسة
مستقلة وكيف سيكون عليه الحال لو أصبحت مديرية تتبع وزارة.
و ربما غفل صانع القرار عن أن دائرة الأرصاد الجوية تعتبر الممثل الوحيد للمنظمة العالمية
للطيران المدني، حيث تعتبر الأرصاد الجوية المزود الرسمي لمعلومات الملاحة الجوية
بشقيها المدني والعسكري عالمياً، لأهمية السلامة الجوية.
كما وتعتبر الدائرة الجهة الوحيدة المعنية بتقديم خدمات الطقس للمواطن من خلال
إصدار النشرات الجوية والتحذيرات لحماية الأرواح والممتلكات وتقديم التحذيرات مع الحالات
الجوية للجهات المعنية المختلفة وتقديم المعلومات مباشرة كإنذار مبكر خلال الحالات
الجوية لمركز الأزمات الذي بدوره اتجاه المناطق المستهدفة.
وتمتلك الأرصاد الجوية سجلاً مناخياً يمتد لأكثر من 90 عاما، يسهم في مختلف الدراسات
العلمية لمجالات عدة خصوصاً في ظل التغيرات المناخية الذي يشهده العالم، ويعتبر
مدير عام دائرة الأرصاد الجوية ممثل الأردن في منظمة الأرصاد العالمية (WMO (الراعية
لمختلف شؤون الطقس والمناخ في العالم، كما أن مدير عام دائرة الأرصاد الجوية بصفته
الوظيفية يعتبر ممثل الأردن في جامعة الدول العربية وهو الرئيس الحالي للجنة الدائمة
هناك.
كما أن دائرة الارصاد الجوية باستقلاليتها الحالية يتبع لها محطات رصد جوية في مختلف
مناطق المملكة من شمالها لجنوبها، ويقوم على إدامة العمل فيها راصدون جويون
مؤهلون لإصدار المعلومات الجوية وإرسالها لمراكز عالمية تستخدمها في رفع كفاءة
النماذج العددية للتنبؤات الجوية.
وتقوم الدائرة بتقديم الخدمات للقطاع السياحي من خلال التحذيرات الآنية التي ترسل
الى الجهات المعنية لتفادي الخسائر في الأرواح وتقديم الخدمات لقطاع الزراعة من خلال
النشرات التحذيرية الخاصة والدراسات العلمية التي تخدم هذا القطاع ويعتبر السجل
المناخي الوطني في دائرة الأرصاد الجوية المرجع الوحيد في تقديم المعلومات المناخية
للطلاب والجامعات والجهات المختلفة.
من المستغرب وبعد كل هذه المعطيات بأن عددا من الوزراء تحدثوا بأن القرارات جاءت
بعد دراسات متأنية وبعد الإطلاع على تجارب دولية ذات علاقة، إلا أن تجارب الدول المحيطة
تظهر بأن هيئات الأرصاد وعلى مختلف مسمياتها في الدول المجاورة والأوروبية تعتبر إما
هيئات مستقلة تتبع رئاسة الوزراء أو هيئات مستقلة تتبع وزارات النقل والطيران المدني
وأن هذه الدول تعمل على تمكينها ورفدها بكل ما من شأنه أن يطور عملها لا أن
يدمجها مع وزارة ويحيلها الى مديرية.