في حديقة عمومية صغيرة بأحد أحياء العاصمة عمّان القديمة يلتقي اللاجئ الصومالي نور جامع، والنيجيري محمد كامي، والسوداني عثمان عبد الغني، واليمني عبد العزيز خالد، وآخرون، يجمعهم الحنين إلى الأوطان، وحالة البؤس والفقر والحرمان.
فرّ اللاجئون من بلادهم بفعل الحروب والدمار والقتل، طمعا بحياة أفضل، فوصل بهم التهجير للأردن، إذ يعيش بعضهم منذ 25 عاما لاجئين في الأردن.
ففي هذا البلد ينعمون بالأمن، لكنهم يفتقرون للحياة الكريمة التي توفر لهم عملا مناسبا ودخلا ماليا ثابتا يقتاتون منه، ومسكنا نظيفا يؤويهم، وتعليما لأطفالهم، وعلاجا لمرضاهم.
وتعمد لاجئات للزواج من أردنيين دون مهر أو تكاليف، وبعضهن يدفعن لأردنيين مبالغ مالية للزواج بهن، طمعا بالحصول على الجنسية الأردنية بعد عدة سنوات من الزواج، وإن كانت هذه الحالات قليلة لكنها موجودة.
ويقيم في الأردن نحو 762 ألف لاجئ من المسجلين في المفوضية السامية للاجئين، منهم 671 ألف لاجئ سوري، و67 ألف عراقي، ونحو ستة آلاف يمني، ومثلهم سودانيون، وثمانمئة صومالي، و1.8 ألف لاجئ من جنسيات أخرى، وفق محمد الحواري الناطق الإعلامي لمفوضية اللاجئين.
هذا بخلاف اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لاجئين منذ خمسينيات القرن الماضي لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وتعتبر الجنسية العراقية الأقدم في الأردن، فمنذ عام 1994 بعد الغزو الأميركي للعراق تدفق عشرات الآلاف على الأردن، منهم من غادر إلى دولة ثالثة، ومنهم من استقر في الأردن منذ ذلك الحين. وفي العام ذاته تم افتتاح مكاتب مفوضية اللاجئين في الأردن لاستقبال وتسجيل الفارين من الحروب، ومن جميع الجنسيات.
ويعيش غالبية اللاجئين في بيوت لا تصلح للعيش، بعضها من الصفيح، وبعضها غرف ضيقة متلاصقة يسكنها العشرات من العائلات والشبان، تشاركهم القوارض والرطوبة والأمراض المعدية في السكن ذاته.