خبراء : «التعليم الدامج» نقلة نوعية في توجهات المنظومة التربوية تجاه ذوي الإعاقة

أكدت فاعليات تربوية وأكاديمية ومجتمعية ضرورة تعزيز الجهود الوطنية والمجتمعية لضمان حقوق فئة ذوي الإعاقة وتوفير بيئات تعليمية وصحية وخدماتية أكثر شمولا واستجابة لاحتياجاتهم.
وأشاروا إلى أهمية تطوير التشريعات وتفعيل السياسات التي تدعم الدمج الكامل إلى جانب تعزيز دور المؤسسات التعليمية والجامعات والجمعيات الخيرية في تقديم برامج تأهيلية وتوعوية تسهم برفع مستوى الوعي المجتمعي تجاه حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وأكد خبراء تربويون، أن التعليم الدامج يشكل نقلة نوعية في توجهات المنظومة التربوية، من خلال إلحاق الطلبة بالصفوف النظامية في مدارس قريبة من مجتمعاتهم المحلية.
وقالوا إن المرجعيات التربوية يعرف «التعليم الدامج» بأنه إلحاق جميع الطلبة، بغض النظر عن أي تحديات قد يواجهونها، بالصفوف المناسبة لأعمارهم في مدارس مناطق سكنهم، لتلقي جميع الخدمات والبرامج الداعمة عالية الجودة، بما يمكنهم من تحقيق النجاح في المناهج الأساسية.
ولفتوا إلى إطلاق الجهات التربوية حملات وطنية لتعزيز الدمج، وبناء شراكات مع مؤسسات متخصصة لتطوير قدرات المعلمين وتحسين الخدمات المقدمة للطلبة، بما يتوافق مع التشريعات والخطط الاستراتيجية لتطوير التعليم الشامل.
ويشدد الخبراء على أن نجاح «التعليم الدامج» يعتمد على استمرار التعاون بين الجهات الرسمية والمجتمع المحلي والمنظمات المعنية، لضمان توفير بيئة تعليمية عادلة ومتوازنة لجميع الطلبة، بما يتماشى مع رؤية بناء نظام تعليمي أكثر شمولية وفاعلية.

عجلون
وأكد رئيس جامعة عجلون الوطنية الدكتور فراس الهناندة أهمية دعم الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تمكينهم أكاديميًا واجتماعيًا، موضحا أن الجامعة تعمل على تعزيز بيئة تعليمية مهيأة وميسّرة لجميع الطلبة.
وأشار إلى أن الجامعة مستمرة في تطوير خدماتها من خلال إنشاء مساحات تعليمية صديقة وتوفير وسائل تكنولوجية مساعدة وتقديم منح وتسهيلات تضمن دمج الطلبة ذوي الإعاقة في الأنشطة الجامعية المختلفة.
وقال مدير تنمية عجلون، الدكتور علي بني عامر، إن المديرية تعمل، ضمن خطط وزارة التنمية الاجتماعية، على تمكين «ذوي الإعاقة» ودمجهم في المجتمع من خلال تنفيذ برامج ومشاريع متنوعة بالتعاون مع الجمعيات والمراكز المتخصصة، مشيرا إلى أن الوزارة تولي اهتماما كبيرا بهذه الفئة ضمن استراتيجيتها الرامية إلى تعزيز الشمول الاجتماعي وضمان حياة كريمة لهم، بما يتيح لهم المساهمة في بناء الوطن وتحقيق التنمية المتوازنة.
وأشار مدير تربية عجلون خلدون جويعد، إلى أن التعليم الدامج لـ»ذوي الإعاقة» يمثل أحد أهم محاور العمل التربوي في المحافظة، مبينا أن المديرية تطبق سياسات وزارة التربية  الهادفة إلى دمج الطلبة من «ذوي الإعاقة» في المدارس الحكومية، وتوفير بيئة تعليمية مهيأة تراعي احتياجاتهم الفردية.
وأضاف أن المديرية تعمل على تأهيل الكوادر التعليمية والإدارية وتزويدها بالمهارات اللازمة للتعامل مع الطلبة ذوي الإعاقة، إلى جانب تجهيز الغرف الصفية بالأدوات التعليمية المناسبة وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، مؤكدا أن التعليم الدامج يسهم في بناء جيل قادر على التفاعل والمشاركة في مسيرة التنمية الوطنية.

بدوره، أشار رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية في عجلون ملكي بني عطا، إلى أن الاتحاد يدعم المراكز المتخصصة في خدمة «ذوي الإعاقة» ويقدم مساعدات متواصلة لتعزيز قدراتها.
وأكد حرص الاتحاد على النهوض بواقع مراكز مثل مركز الأمل للتربية الخاصة وتطوير خدماتها التعليمية والتأهيلية والاجتماعية، لضمان تمكين الأطفال من الاندماج الكامل في المجتمع وتحقيق التنمية الشاملة لهم.
وبينت مديرة مركز الأمل للتربية الخاصة هيام المومني، أن المركز، وبدعم من الاتحاد العام للجمعيات الخيرية، يقدم خدمات تربوية وتأهيلية وتعليمية للأطفال من ذوي الإعاقة، تهدف إلى تعزيز استقلاليتهم الذاتية وتنمية مهاراتهم الحياتية والاجتماعية، مشيرة إلى أن المركز ينظم أيضا أنشطة ترفيهية وتدريبا مهنيا لإعداد الطلبة وتمكينهم من دخول سوق العمل والمشاركة الفاعلة في المجتمع.
ودعا أحمد الزغول، وهو من الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، إلى توفير فرص عمل تتناسب مع قدرات ذوي الإعاقة، وتفعيل برامج التدريب والتأهيل التي تساعدهم على الاعتماد على أنفسهم والمساهمة في تنمية مجتمعاتهم، مشيرا إلى أن الإعاقة لا تعني العجز، بل تستدعي توفير بيئة داعمة ومحفزة تتيح لكل فرد فرصة الإبداع والعطاء.
وطالب محمد القضاة، الذي يعاني من إعاقة سمعية، بإنشاء منصات إلكترونية وطنية تعمل على ربط الشباب من ذوي الإعاقة مع أصحاب العمل، إلى جانب توفير برامج تدريبية حديثة تسهم في تطوير مهاراتهم وفتح آفاق مهنية جديدة أمامهم، مؤكدا أن تمكين هذه الفئة يعزز قيم العدالة والمساواة في الفرص، ويشكل ركيزة للتنمية الشاملة.
اربد
وفي اربد ، أكدت المشرفة التربوية عبير بني مصطفى، أهمية الوصول إلى الأطفال «ذوي الإعاقة» غير الملتحقين بالمدارس النظامية وتقييم احتياجاتهم، ثم اتخاذ الترتيبات اللازمة لإعادتهم إلى المدارس.
وقالت إن برامج «التعليم الدامج» تمثل نقلة نوعية في توجهات وزارة التربية نحو تحسين الخدمات المقدمة للطلبة «ذوي الإعاقة»، مشيرة إلى أن نجاح عملية الدمج يعتمد بالدرجة الأولى على تكامل الجهود بين المجتمع المحلي والجهات التربوية.
وأوضحت أن الوزارة أطلقت حملة وطنية للتوعية بأهمية تفعيل برامج الدمج في المدارس الحكومية والخاصة، مؤكدة ضرورة مشاركة جميع الأطراف لإنجاح هذه الحملة.
وتابعت بأن مبررات التعليم الدامج عديدة، أبرزها، أن حرمان الطلبة «ذوي الإعاقة» من الدمج يتعارض مع جوهر حقوق الإنسان، وأن الدمج يحقق فوائد أكاديمية مثبتة، ويعد الطلبة للعيش باستقلالية، ويعزز فرص العمل، ويحد من السلوكيات السلبية الناتجة عن الإقصاء، فضلا عن كونه أقل تكلفة مقارنة بالتعليم الخاص المنفصل.
وأشارت  إلى وجود تحديات تواجه تطبيق التعليم الدامج، أهمها: الصور النمطية السلبية عن الإعاقة، ومحدودية الموارد والكوادر المتخصصة، وضعف الخدمات الداعمة مثل لغة الإشارة وبرايل والبرامج التأهيلية، إضافة إلى ضعف المعرفة بالتكنولوجيا المساندة اللازمة لتمكين الطلبة من ذوي الإعاقة من الاندماج في البيئة التعليمية.
من جهته، أكد مدير الشؤون الإدارية في تربية لواءي الطيبة والوسطية، الدكتور خالد بني عامر، أن «التعليم الدامج» أصبح ركيزة أساسية في تطوير النظام التعليمي، موضحا أن المدارس بحاجة إلى تعزيز بنيتها ومرافقها لتوفير بيئة مناسبة تستوعب الطلبة «ذوي الإعاقة» دون أي عوائق.
وأشار إلى أن دور المديريات يتمثل في دعم المدارس فنيا وتربويا، وتطوير خطط فردية للطلبة، وتوفير برامج تدريب مستمرة للمعلمين، بما يضمن منع تسرب الطلبة وتعزيز مشاركتهم الكاملة في الحياة المدرسية.
بدورها، قالت مديرة الشؤون التعليمية في تربية المزار الشمالي، الدكتورة رانيا الديك، إن «التعليم الدامج» أصبح أداة فعالة لإحداث تغيير اجتماعي إيجابي داخل المدرسة، إذ يسهم في نشر ثقافة التقبل والتنوع بين الطلبة.
وأضافت أن الدراسات الحديثة تؤكد تحسن أداء الطلبة «ذوي الإعاقة» عند دمجهم في بيئات صفية طبيعية، داعية إلى توسيع برامج تدريب المعلمين، وزيادة الاستثمار في التكنولوجيا المساندة، وتكييف المناهج بما يتوافق مع احتياجات الطلبة.
مادبا
وأوضح مدير الشؤون التعليمية في مديرية التربية والتعليم للواء قصبة مادبا الدكتور سلامة العجالين، أن الأردن يعد من أوائل الدول في المنطقة التي أولت اهتماما كبيرا لقضايا الإعاقة، كما شارك في التوقيع على اتفاقيات دولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وأكد أن التعليم الدامج يعنى بتطوير مخرجات التعليم والحد من التوجهات والسلوكيات التي تعكس تميزا والاهتمام بصحة ورفاهية جميع المتعلمين وضمان توافر الأماكن والحق بالتعليم للجميع بالتركيز على النظام الصفي وتمكين أساسيات البيئة والإدارة الصفية والتعليم والتعلم والتقييم لتكون داعمة للطلبة ذوي الإعاقة.
من جهتها، قالت مديرة الشؤون الإدارية والمالية الدكتورة علا أبو الغنم، إن التعليم الدامج يهدف إلى زيادة نسبة الالتحاق بين الطلبة من ذوي الإعاقة وتوفير الأدوات والوسائل التشخيصية والاختبارات النفسية والتربوية الموحدة حسب المعايير المعتمدة للتشخيص والتقييم وتوفير المواصلات للطلبة من ذوي الإعاقة وتوفير بيئة تعليمية صديقة وممكنة لكل الطلبة.
وأشارت إلى تشكيل فريق متعدد التخصصات يعنى بالطلبة لتوفير العلاج الوظيفي والتأهيل البصري والتأهيل السمعي والنطق وتشجيع تقبل ذوي الإعاقة وزيادة فرص التفاعل الاجتماعي في المدرسة وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتعديل اتجاهات المجتمع نحو الأشخاص ذوي الإعاقة.
عين الباشا
وأكدت مديرة التربية والتعليم للواء عين الباشا الدكتورة أرجوانا المومني ، على أهمية العمل بنظام التعليم الدامج الذي تطبقه وزارة التربية والتعليم في ضمان حق التعليم لجميع أبنائنا الطلبة ذوي الإعاقة ودمجهم مع أقرانهم من غير ذوي الإعاقة في المدارس الحكومية.
وأضافت المومني خلال افتتاح فعاليات اليوم المفتوح لذوي الإعاقة الذي أقيم في مدرسة أم الدنانير الأساسية المختلطة.بتنظيم ومشاركة من جمعية سامر طيف للتوحد، التي يترأسها الدكتور موفق الزامل، وضمن أنشطة الأسبوع الدامج الذي أطلقته وزارة التربية والتعليم ، أن مديرية التربية والتعليم للواء عين الباشا تدعم دمج الطلبة ذوي الاعاقة في المدارس لاستقبال أبنائنا الطلبة والطالبات من ذوي الاعاقة للحصول على فرص متساوية للتعليم اسوة ً باقرانهم من غير ذوي الإعاقة في بيئة مدرسية داعمة.
جرش
وأكد محافظ جرش، الدكتور مالك خريسات، أن الاهتمام ببرامج الدمج الشامل يشكل أحد أعمدة النهج الوطني في رعاية الطلبة من مختلف الفئات، مشيرًا إلى أن المحافظة مستمرة في دعم المبادرات الهادفة إلى تمكين الطلبة ذوي الإعاقة وإتاحة الفرصة أمامهم للتعلم والنمو في بيئة آمنة ومحفزة.
جائء ذلك خلال رعايته افتتاح فعاليات «الأسبوع الدامج» في مدرسة الشهيد عبدالرزاق الدلابيح المختلطة، بحضور مدير التربية والتعليم لمحافظة جرش وائل أبو عزام، ورئيس لجنة بلدية جرش الكبرى محمد بني ياسين، ومدير الشؤون التعليمية نسرين العتوم، ومديرة المدرسة أمل عتمة، وعدد من رؤساء الأقسام التربوية.
وشهد الحفل إطلاق مبادرة «بدون فرق  بنعمل فرق» التي تهدف إلى تعزيز مبادئ التعليم الدامج وإبراز قدرات الطلبة ذوي الإعاقة، وتمكينهم داخل البيئة المدرسية بما ينسجم مع توجهات وزارة التربية والتعليم.
كما أكد مدير التربية والتعليم لمحافظة جرش، الأستاذ وائل أبو عزام، أن دمج الطلبة ذوي الإعاقة في البيئة المدرسية يمثل التزامًا تربويًا وأخلاقيًا، ويعكس رؤية وزارة التربية والتعليم في توفير تعليم عادل وشامل يتيح للجميع فرصًا متكافئة للتعلم والتميز.