مشهد تكريم مدير الامن العام امس لعدد من كبار الضباط، جعلني اتساءل، لماذا اقتصر التكريم على فئة محددة ؟ ولماذا غاب عنه الافراد الذين حملوا العبء الاكبر في الميدان، والذين خدموا بشرف !
كنت اتمنى ان يقفوا هؤلاء كتف لكتف مع الضباط المكرمين ؟!
واتسال في نفسي كون السؤال مشروع، من هو صاحب الرتبة الاعلى بعد التقاعد ؟
هل هو من خدم لسنوات اطول ؟
ام هم الشهداء او ذويهم الذين غابوا باجسادهم وبقي اثرهم محفورا في ذاكرة الوطن ؟
وفي خضم هذه الاسئلة، قفز الى ذاكرتي مشهد انساني عظيم، يوم استضاف جلالة الملك وولي عهده عامل نظافة بسيطا في الديوان، وجلس معهم، وحضر مباراة لكرة القدم الى جانبهم، كان هذا التكريم، والمشهد هذا رسالة واضحة ارادها سيد البلاد تقول ان قيمة الانسان ليست بالرتبة، ولا بالموقع، بل بصدق عمله ونقاء عطائه.
نعم، نحتاج الى تكريم يجمع الضابط والفرد والجندي والسائق والحارس تحت مظلة واحدة، من لدن مدير الامن العام، وسيكون لهذا المشهد، اثرا ايجابيا في أنفسنا جميعا قبل الافراد المكرمين .
فالامن لا يصنعه الكبار وحدهم، بل يصنعه الجميع، الضابط في مكتبه، والفرد في الشارع، والجندي على الحدود، والشهيد الذي قدم حياته دون ان ينتظر شكرا.
والتكريم الحقيقي هو ان نعترف بانهم جميعا كبار… كبار باخلاصهم، بعطائهم، وبما قدموه للوطن .