عن الطقس.. كما كل شتاء

كما كل شتاء، تتعدد مصادر معلومات الأحوال الجوية، شخصيات وجهات متعددة تصدر بين الحين والآخر، أخبارا حول الطقس، وتنبؤات تحدث حالة من الإرباك يصل حدّ التخبط، لاسيما وأن عددا من هذه الجهات ليست مؤهلة ولا تملك الأجهزة والقدرة الفنية لتتحدث بتفاصيل الحالة الجوية بشكل دقيق، وصحيح.

الإشكالية بهذا الأمر لا تكمن فقط بأن تنبؤات الحالة الجوية كانت صحيحة أو خاطئة، ذلك أن الحالة الجوية يتم ترتيب الكثير من الأعمال والإجراءات بناء عليها، فبعض المهن تعتمد بشكل أساسي ورئيسي على الحالة الجوية، إضافة إلى أنها تؤثر على دوام الطلبة في المدارس والجامعات، وعلى حركة الملاحة والطيران، وغير ذلك من تفاصيل الحياة، ما يجعل من الإعلان عن الحالة الجوية والطقس مسألة هامة، يجب أن يؤخذ بها بأعلى درجات المسؤولية، وأن تمتلك الجهة التي تُعلن عن ذلك قدرات فنية وإجرائية، وتكنولوجية موثوقة، ومتطورة ومتمكّنة.

تبقى دائرة الأرصاد الجوية الأكثر ثقة، ومسؤولية في الإعلان عن النشرات الجوية؛ لما تمتلكه من قدرات فنية وتكنولوجية، وترتيبات مدروسة علميا، علاوة على الخبرات التي تستند على آلية عمل علمية، تمر بخطوات مدروسة وصولا لنشرة جوية دقيقة، ويتم رصدها من خلال أجهزة حديثة، ووفق أسس علمية، فكانت وما تزال هي الأكثر ثقة ودقة حتى اللحظة في الإعلان عن النشرة الجوية.

هذا لا يعني بطبيعة الحال عدم وجود دقة لدى الجهات التي تصدر نشرات جوية، فالحديث عن عدم الدقة والمهنية عند بعض هذه الجهات وليس جميعها، فهناك من يصدرها بشكل صحيح، فالخطأ يقع به البعض بطبيعة الحال وليس الجميع، لكن يجب اعتماد مرجعية واحدة بهذا الأمر، ذلك أن تعدد النشرات وتعدد التوقعات، وحديث البعض عن ثلوج، وآخرين عن عواصف، ومنهم من يتحدث فقط عن أمطار عادية، كل هذا حقيقة له انعكاسات سلبية على طبيعة «اليوم الشتوي»، ما يجعل من وجود مرجعية واحدة علمية موثوقة ودقيقة للنشرات الجوية مسألة هامة، تكون ركيزة لكل من يرغب بإصدار نشرات جوية، منعا لأي تخبّط أو عشوائية عند بعض النشرات.

يكاد المشهد يكرر نفسه في كل شتاء، بمجرد بدء الحديث عن منخفض جوي، تبدأ «العواجل» تتسابق على هواتفنا عن نشرات الحالة الجوية، وفي بعضها حقيقة لا تمت للواقع بصلة، وهي مجرد توقعات تنطبق عليها كلمة «توقعات» يضاف لها توقعات افتراضية، وللأسف أن هذا الجانب بات يدخل في جانب الإشاعة التي يجب مواجهتها، ومنعها، كون لبعض النشرات غير الصحيحة آثار سلبية وإرباك للكثير من القطاعات، وحتى على نسبة الحصول على إجازات، وعطل، ولجوء مؤسسات وحتى مدارس وجامعات «للأون لاين» كل ذلك تحدثه كلمات غير صحيحة بانعكاسات سلبية على الكثير من القطاعات، ما يجعل من النشرة الجوية تحديدا في الشتاء مسؤولية يجب أن تصدر عن جهات موثوقة وعن خبرات متمكنة من هذا العلم الهام والدقيق.

وحتى لا تتكرر ذات المشاهد، كما كل شتاء، يجب أن يتم الاعتماد على النشرات الجوية التي تصدر عن جهات تمتلك كفاءات بهذا الشأن، وأن يؤخذ بما يصدر عن دائرة الأرصاد الجوية والتي تلقى اهتماما حكوميا كبيرا، ومزوّدة بكافة الأجهزة الدقيقة لرصد الطقس، يجب الاعتماد عليها على محمل الثقة والتصديق، فحقيقة الدائرة تعمل وفق منظومة حديثة ومتطوّرة ومهنية عالية، وخبراء مهمين بهذا المجال.