لتقيت في منزل الشاعر موسى حوامدة مع الأسير الفلسطيني المحرر جميل عوض الذي أمضى 15 سنة في معتقلات الكيان الإسرائيلي.
سألته: أَمَا تزال معتقلات الكيان تستقبل أسرى فلسطينيين ؟! قال: طبعًا !!
قلت: طالما يدخل أسرى فلسطينيون شباب إلى معتقلات كيان الاحتلال الإسرائيلي؛ فإن مقاومة الشعب العربي الفلسطيني محتدمة، متقدة، متجددة في مواجهة الكيان مقترف جرائم الإبادة والتجويع الجماعية.
اكتظاظ معتقلات الكيان بالأسرى الفلسطينيين من أبناء الضفة الغربية الأسيرة، من كل الأعمار والأجناس، منذ عشرات الأعوام، واكتظاظ مقابر الشهداء الفلسطينيين بنزلائها الكرام، برهان ساطع ناصع على ان مقاومة الاحتلال متجددة.
وعشرات الآلاف من أطفال قطاع غزة المنكوب، ونسائه وشبابه، الذين لا يزالون تحت الانقاض، هم برهان فاقع ناصع على جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية !!
يدرك الكيان الإسرائيلي ان مقاومة الاحتلال، خاصة مقاومة الشعب العربي الفلسطيني، طويلة الأمد سخية التضحيات، لا بد ولا مفر منتصرة على المحتلين.
الكيان التوسعي الصهيوني، الذي لن يتمكن من إطفاء جذوة المقاومة الفلسطينية المجيدة، يفعل أفعاله الظاهرة والمستترة كي تصبح وتظل هذه المقاومة في أضعف حالاتها وتأثيراتها !!
سلاح العدو الصهيوني في ذلك، هو اللعب على ظاهرة الفصائل الفلسطينية، التي وصل عددها إلى 15 فصيلًا، مما يمثل أكثر أشكال الانقسام وضوحًا، وهو الرقم الخطير جدًا، المريب المعيب، الذي لم يطمح هذا العدو إلى بلوغه يومًا، فقد كان يكفيه وجود الشرخ الكبير، الذي أحدثه الانتداب البريطاني والوكالة اليهودية بين أهل فلسطين، مما وزعهم بين «جماعتي النشاشيبي والحسيني» المتعاديتين، في الثلاثينات والأربعينات.
ووجود تنظيمي فتح وحماس المتصارعين منذ تسعينيات القرن الماضي وإلى اليوم !!
يوثق الباحث الأردني الرصين الدكتور سليمان علي البدور في كتابه (الصراع على فلسطين: مأزق الجغرافيا ولعبة الصفر)، ان نصف ضحايا الفلسطينيين في ثورة الشعب العربي الفلسطيني الكبرى 1936-1939، سقطوا بأيدٍ فلسطينية، في سياق الصراع بين التيارات السياسية الفلسطينية المنقسمة على ذاتها.
الخلاصة: يمكن القول إن الفصائلية صناعة إسرائيلية، أو إنها بالتأكيد، في خدمة كيان الاحتلال الإسرائيلي !!