جلالة الملك يجول العالم. ويبني شبكة علاقات بين الأردن ودول العالم وقوى العالم الاقتصادية والسياسية. زيارات الملك بلا شك لها مردود على الاقتصاد الأردني بكافة الأشكال، فمن أين تأتي الاستثمارات والمنح والمساعدات؟ الملك لا يترك مجالا في علاقات الأردن مع دول العالم إلا يترجمها إلى فرصة استثمار وعلاقة اقتصادية. عندما تقوم دول بدعم ومساعدة الأردن وتقديم منح، هذا لا يعني أن الأردن ضعيف، ولا خروجا عن السيادة الوطنية، إلا إن لم نعرف كيف نستثمر أموال المساعدات والمنح في الموضع والقرار الصواب. ولكنه ترجمة سياسية لدور الأردن واستنطاق لسياسة الأردن في الإقليم، وفي شكل مواز ترجمة مباشرة لميزات جيوسياسية للدولة الأردنية، من حيث الأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي، والاعتدال في نهج الدولة وسياساتها، وكما أن الأردن في الشرق الأوسط هو واحة الديمقراطية والتعددية الثقافية والدينية، والأردن وجهة حضارية ومدنية لدولة ومجتمع مؤمنون بقيم القانون والعدالة والحق. في جولة الملك في آسيا، وحيث زار اليابان وأندونيسيا وفيتنام وسنغافورة. وهي دول صديقة للأردن وصديقة للقضايا العربية. ولقد لاحظنا كيف يتم استقبال جلالة الملك، وما يحاط به من كرم معنوي واهتمام سياسي وإعلامي لزياراته في آسيا. ما يربط الأردن بدول آسيا التي زارها الملك علاقات تاريخية وتحالفات سياسية واقتصادية ناعمة وبعيدة عن الاستقطاب الأحادي والثنائي في النظام العالمي. آسيا بقوة بلدانها الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية دول لا أطماع استعمارية ولا إمبريالية لها في العالم. وفي أندونيسيا، وحيث كان يرافق جلالة الملك رئيس هيئة الأركان اللواء يوسف الحنيطي ووزير الخارجية أيمن الصفدي، ووزيرا الاستثمار والاقتصاد الرقمي. الأردن دولة هامة على خريطة الشرق الأوسط والعالم، وتملك قوة سياسية وعسكرية وأمنية، وقوة تنموية واستثمارية. وهي مقومات وعناصر لربما اليوم نطرحها ونتفاخر بها، لأنها مفقودة في إقليم وعالم يعيشان حالة من دوامة تغيرات وفوضى سياسية واضطراب جغرافي وحروب مفتوحة، وشبه انهيار ورخاوة ونهاية للدولة الوطنية. الأردن وطن قوي وجميل، ولا بد أن يرى من أعين وقلوب بيضاء.. ومسؤوليتنا حماية مشروعنا الوطني سياسيا واقتصاديا وتنمويا، وحماية مكتسبات النهضة الأردنية في التعليم والصحة والنقل والبنى التحتية. الأردن في عيون العالم، ودبلوماسية الأردن الدافئة واللامنحازة هذا جزء من صورة قوة الأردن. ولكي نعبر إلى المستقبل لا بد من تحصين دروب استقرار الأردن وقيم الحاكمية الرشيدة والعدالة والحق والقانون، والوقوف وراء القيادة التاريخية الفذة.