جولة ملكية مهمة

أمس، بدأ جلالة الملك عبدالله الثاني، زيارة إلى اليابان في مستهل جولة عمل آسيوية تشمل أيضا فيتنام وسنغافورة وإندونيسيا وباكستان، جولة مهمة في وقت دقيق، تتضمن لقاءات هامة ومباحثات وملفات جوهرية، لتشكّل هذه الجولة علامة فارقة بين أحداث المرحلة، لجهة تعزيز العلاقات الثنائية الأردنية وهذه الدول، وتعزيز الشراكات الأردنية في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، ولجهة بحث قضايا المرحلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

جولة ملكية غاية في الأهمية، ففي طوكيو، يلتقي جلالة الملك، بجلالة إمبراطور اليابان ناروهيتو، ورئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي، ووزراء ومسؤولين يابانيين، وفي عاصمة فيتنام هانوي، يجري جلالته مباحثات مع الرئيس الفيتنامي لونغ كونغ، ورئيس الوزراء فام مينه تشينه، وعدد من كبار المسؤولين، ويحضر جلالته جانبا من منتدى الأعمال الأردني الفيتنامي، بمشاركة ممثلين عن القطاع الخاص في البلدين، وجلسة حوارية لبحث تأسيس شراكة في قطاع الألبسة.  ويجري جلالته في سنغافورة، لقاءات مع الرئيس السنغافوري ثارمان شانموغاراتنام، ورئيس الوزراء لورانس وونغ، وفي جاكرتا، يعقد جلالة الملك مباحثات مع الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، ويلتقي ممثلين عن صندوق الثروة السيادي الإندونيسي.

وفي ختام جولة جلالته يختتمها في باكستان، بعد أن يلتقي الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، ورئيس الوزراء محمد شهباز شريف، لقاءات ثنائية على مستوى قمم، لقاءات هامة على كافة الأصعدة وتحديدا في تعزيز الشراكات الأردنية مع هذه الدول الأسيوية، لمزيد من التعاون الذي سيعزز جوانب اقتصادية ثنائية، ما يدفع باتجاه تعدد أوجه التعاون وزيادتها، بنتائج يلمسها المواطنون، فهي دول تعدّ غنية بالكثير من الأوجه الاقتصادية، والتعاون المشترك في قطاعات متعددة من أبرزها البيئة والسياحة والصحة والتعليم، والصناعة والتجارة، وغيرها من أوجه التعاون المشترك الهامة.

جولة جلالة الملك التي بدأها أمس من اليابان، تأتي في مرحلة مهمة جدا بالنسبة للعلاقات الثنائية مع هذه الدول، فهي تأتي في ظل التطورات الإقليمية الراهنة، وتسارع الأحداث في الإقليم، والمساعي الأردنية لتحقيق السلام العادل والشامل، وتنفيذ اتفاق إنهاء الحرب على غزة، وضرورة تدفق المساعدات دون انقطاع للقطاع، وضرورة وقف الاعتداءات على الضفة الغربية والقدس المحتلة.

ملفات هامة جدا، يضعها جلالة الملك عبد الله الثاني على طاولة البحث في اليابان، وفيتنام، وسنغافورة، وإندونيسيا، وباكستان، إضافة لمتابعة جلالته لمؤتمرات اقتصادية هامة، واجتماعات هامة، من أبرزها يجتمع جلالة الملك بممثلين عن الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، وهيئة التجارة الخارجية اليابانية، وشركات يابانية، ومن المقرر أن يوقع الأردن مع اليابان وإندونيسيا وباكستان، على هامش لقاءات جلالة الملك ضمن الجولة، اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم في مجالات عدة.

جولة جلالة الملك الآسيوية، تفتح آفاقا جديدة للاقتصاد الأردني، وتضع البيئة الاستثمارية الأردنية الآمنة على منابر اقتصادية آسيوية هامة، وتدفع باتجاه توجيه بوصلة هذه الدول الهامة في المنظومة الاقتصادية العالمية، نحو الأردن استثمارا وتجارة وصناعة وسياحة وفي مجالات التعليم، وحتما في ظل هذا الانفتاح، سيكون للأردن توجهات لتوسيع قاعدة الإنتاج في قطاعات متعددة، نظرا لفتح أسواق جاذبة للتصدير، فحتما هذه الجولة ستكون بداية لمرحلة اقتصادية ولشراكات أردنية وتعاون سيفتح آفاقا جديدة متنوعة وهامة ومؤكدة النتائج الإيجابية.

توقيت جولة جلالة الملك هام جدا، وتحمل دلالات ثرية وهامة جدا، وتفتح المجال أمام صور اقتصادية جديدة وداعمة للاقتصاد الوطني، وآفاقا استثنائية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية، ما يجعل منها صيغة عميقة لواقع اقتصادي يجب البناء عليها خلال الفترة القادمة، فالجولة تأتي بحجم قمم أردنية آسيوية تغيّر من وجهة بوصلة خمس دول الاقتصادية والاستثمارية لوجهة الأردن، فلا بد من أن تكون نتائجها نهج عمل لقادم هام اقتصاديا.