كيف يمكن لإنسان عربي أن يقبل، أن يحترم، أن يسكت عن الجهد، والتغطية، والدعم، والإسناد الأميركي لسلوك وجرائم المستعمرة بحق الإنسان العربي في فلسطين، ولبنان، وسوريا؟؟ هذا إذا سكتنا عما جرى من جرائم قتل وتصفية في اليمن، والعراق، وتونس، والسودان، ومع مصر طوال عشرات السنين.
كيف يمكن للولايات المتحدة أن تبحث عن علاقات من المودة مع العرب، أي عرب، طالما أنها تقف موقف الانحياز الأعمى لسلوك واحتلالات المستعمرة بحق ثلاثة شعوب عربية، تحتل كامل أرض فلسطين، وأراضي من لبنان وسوريا، وتعتدي على سيادتهم وكرامتهم، وتقتل منهم من المدنيين ما تشاء لها.
قتلت الأطفال، فهل هم من مقاتلي حماس؟؟ قتلت النساء، فهل هن من مجندات حماس؟؟ قتلت الكهول، فهل سبق لهم أن خدموا في كتائب القسام؟؟ دمرت عشرات الآلاف من بيوت المدنيين على رؤوس أصحابها، فهل هي قواعد ومواقع وممتلكات لحركة حماس؟؟
تقصف قرى لبنان، ويرتقي الشهداء من المدنيين، فهل هم من مقاتلي وقادة ومواقع من حزب الله؟؟
وتعتدي على أراضي سوريا وممتلكات قراها، ويتسع احتلالها بعد أن ضمت الجولان إلى خارطة المستعمرة، فهل يملك الشعب السوري القدرة على الخضوع والاستكانة وقبول استمرار الاحتلال؟؟
ماذا تعني الولايات المتحدة حينما يتحدث رئيسها عن حق المستعمرة في الدفاع عن نفسها، وتقتل المدنيين ردا على قتل جندي، فهل يحق للفلسطيني مقابل ذلك الدفاع عن أرضه وشعبه وممتلكاته ووطنه الذي يتعرض للاحتلال الأجنبي من قبل قوات المستعمرة؟؟ ومن قبل مستوطنيها المستعمرين الدخلاء الأجانب في الاستيلاء على الأرض، وحرق المزروعات والبساتين واغتيال المواطنين؟؟
ما هو الشرق الأوسط الجديد الذي صنعه نتنياهو ويعمل على تطويره؟؟
بداية، كلمة «الشرق الأوسط» تعني شطب العنوان لهذه الأراضي ومضمون جغرافيتها، وبدلا من أن يقول «المنطقة العربية»، ونحن نقول «بلدان الوطن العربي»، هو يسميها «الشرق الأوسط» حتى يفقدها هويتها القومية، كي تكون المستعمرة في المنطقة، وأن تكون في منطقة الشرق الأوسط، لا شاذة غريبة في منطقة العالم العربي، بل في قلب الوطن العربي منها. هذا أولا، وثانيا، حينما يقول «الشرق الأوسط الجديد»، يعني تشكيلها وفق مصالح المستعمرة، وهيمنتها، وسيطرتها على الشرق العربي، بعد تدمير غزة، وتدمير قدرات حزب الله، وإسقاط النظام السوري، إذ يتوهم أن هذه التحولات ستسمح له بالهيمنة والسيطرة والنفوذ من خارج فلسطين إلى كامل الشرق العربي.
حالة من التغيير والتبديل فرضت نفسها على الشرق العربي بقوة التحالف، والتدمير، والاغتيال، والخطط المشتركة الأميركية الإسرائيلية، فالبرنامج، والخطط، والأهداف رسمت ونفذت بينهما ومن قبلهما ضد الإنسان العربي، وضد النظام العربي، وضد كرامة العرب، فهل سيبقى ذلك قدرا مسلما به؟؟