تلفريك جبل القلعة

لمواجهة التحديات الاقتصادية بالأردن تنفذ الحكومة إجراءات فعالة لتعزيز القطاعات الحيوية التي تسهم بشكل مباشر في دعم الاقتصاد الوطني وتوفير مصادر دخل مستدامة، لتحسين مستوى المعيشة للمواطنين وتحقيق تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة ومن بين هذه القطاعات، يحتل القطاع السياحي مكانة استراتيجية في خطط الحكومة، إذ يُعد أحد الأعمدة الأساسية التي يمكن أن تلعب دوراً محورياً في دفع عجلة النمو الاقتصادي.

وفي إطار سعي الحكومة لتنويع مصادر الدخل الوطني، أعلنت أمس عن نيتها تنفيذ مشروع تلفريك جبل القلعة لتسهيل استقطاب المزيد من السياح، سواء كانوا من الداخل أو الخارج، وزيادة الدخل السياحي الذي يُعد من أهم الركائز الاقتصادية للمملكة .

ويعد مشروع تلفريك جبل القلعة أحد المبادرات التنموية الطموحة التي تعكس توجه الحكومة نحو تنويع مصادر الدخل وتعزيز القطاع السياحي بشكل شامل ومستدام فالمشروع، الذي يُعد من أكبر الاستثمارات التنموية في القطاع، يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في السياحة الداخلية والخارجية، من خلال ربط المعالم التاريخية والثقافية في مدينة عمان بشكل حديث ومتطور، يواكب التطورات العالمية ويعكس روح الحضارة والتاريخ الأردني العريق.

لا يقتصر دور مشروع تلفريك جبل القلعة على مجرد وسيلة نقل حديثة، بل هو استثمار استراتيجي يدمج بين التراث الحضاري الغني للمملكة والتقنيات الحديثة، بهدف تيسير وصول الزوار إلى المواقع الأثرية والسياحية بشكل أكثر راحة وسلاسة وهذا المشروع يعكس مدى حرص الحكومة على تقديم تجارب سياحية فريدة من نوعها، تثير اهتمام الزوار، وتدفعهم لزيادة مدة إقامتهم، ما يسهم بشكل مباشر في زيادة الإنفاق السياحي، ويعزز مكانة الأردن على الخريطة السياحية العالمية، ويجعله وجهة مفضلة للمهتمين بالتراث والتاريخ.

ويأتي هذا المشروع ضمن خطة شاملة لتعزيز البنية التحتية السياحية، وتقديم خدمات عالية الجودة تلبي تطلعات الزوار من جميع أنحاء العالم، من خلال تسخير أحدث التقنيات وتحسين جودة الخدمات المقدمة فالتلفريك، الذي يربط بين المعالم التاريخية بشكل حديث ومتطور، من المتوقع أن يسهم بشكل كبير في تحفيز النمو الاقتصادي، من خلال توفير فرص عمل جديدة أمام الشباب، ودعم القطاع الخاص، وتحفيز النشاط الاقتصادي في المناطق السياحية المهمة، الأمر الذي سينعكس إيجابياً على حياة المواطنين، ويزيد من دخل المملكة بشكل عام.

علاوة على ذلك، فإن تطوير المنطقة المحيطة بجبل القلعة وتحويلها إلى وجهة سياحية متكاملة يجسد استثمار الحكومة في تنمية المناطق الأثرية، ويؤكد أهمية السياحة كمصدر رئيسي للدخل الوطني فالسياحة، بما تحققه من عوائد مباشرة وغير مباشرة، تعتبر من الدعائم الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية التي يواجهها الأردن، حيث يسعى إلى تقليل الاعتماد على المصادر التقليدية للدخل، وتنويع مصادر التمويل، بما يضمن استمرارية النمو الاقتصادي على المدى الطويل.

يعد دعم المشاريع السياحية الكبرى، وعلى رأسها مشروع تلفريك جبل القلعة، خطوة استراتيجية مهمة على طريق تعزيز الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل، بما يضمن تحقيق التنمية المستدامة ورفاهية المواطنين فالحكومة ماضية في تنفيذ رؤيتها الرامية إلى جعل الأردن وجهة سياحية رائدة على المستويين الإقليمي والدولي، من خلال استثمار الموارد المحلية، وتطوير البنية التحتية السياحية، وتحسين جودة الخدمات المقدمة، بما يضمن استدامة النمو الاقتصادي وتحقيق الرفاهية للمواطنين على المدى البعيد.