للقائد الأب.. نخاف عليك لأنك أغلى ما لدينا

من أعماق قلوبنا، ومن صميم وجداننا، نكتب هذه الكلمات، كلمات تفيض محبةً ووفاءً. نحن شعبك، أبناؤك، الذين تربطنا بك أكثر من روابط الدم، روابط المصير الواحد والمستقبل المشترك.

نكتب إليك لا بلسان السياسة أو الدبلوماسية، بل بلهجة البيت الواحد، بلهجة العائلة التي يخاف بعضها على بعض. نعم نخاف عليك يا سيدنا.. نخاف عليك في كل مرة تغادر فيها أرض الوطن الحبيب، وفي كل محفل دولي ترفع فيه صوت الحق عالياً، مدافعاً عن قضايا الأمة، لا تُهادن ولا تتردد. صوتك الشجاع الذي يصدح بالحق في زمن الصمت، ويضيء شمعة في ظلام التحديات.

نخاف عليك وأنت تحمل هموم الأمة على كتفيك، همّ فلسطين وأقصاها، هم العراق وسوريا وليبيا واليمن، هم كل بقعة تنزف في جسد أمتنا. نعلم أن هذه الهموم ثقيلة، وأن السهر من أجلها أرهق جفنيك، لكننا نعلم أيضًا أن قلبك الكبير لا يعرف غير العطاء.  ونقلق عليك..

ونقلق لأننا نرى فيك الأب الحاني، والأخ الكبير، والقائد الذي يسير في الطليعة، لا يخاف في الله لومة لائم. نقلق لأن الطريق الذي تسير فيه محفوف بالمخاطر، لكن إيمانك بالله، وثقتك بشعبك، وحكمتك التي تتلمَّسها الأمة، هي درعك وسلاحك. لكن لنُعلمك يا سيدنا.. أن هذا الخوف وهذه المشاعر، ليست علامة ضعف، بل هي برهان على قوة العلاقة التي تجمعنا بك. إنها مشاعر الأبناء نحو الأب الذي وهبهم الحياة الكريمة والأمان. نحن نخاف عليك لأنك أغلى ما لدينا، لأنك رمز وحدتنا، وعزّ حاضرنا، وأمل مستقبلنا.

وعدُنا لك..

أن نكون دائماً خير جنودك، خير أنصارك. سنكون سمعك، وبصرك، ويدك التي تمتد بالخير والعطاء. سنحمي الوطن الذي بنيته معنا بسواعدنا وعرق جبيننا. سنظل درعك الحصين، وسياجك الواقي، نحمي ظهرك كما علمتنا، ونذود عن حمى هذا الوطن كما ربيتنا.   لتبقى يا سيدنا..

مرفوع الرأس، شامخ الجبين، كما عهدناك. ولتعلم أن قلوبنا معك في كل خطوة تخطوها، تدعو لك في صلواتنا، وتذرف لك الدمع في سرّنا وعلانيتنا.

لتبقى لنا وللوطن وللأمة مَعلماً من معاني العطاء، وشاهداً على أن القيادة ليست سلطة، بل هي تكليف وتضحية وحب.

حفظك الله لنا ذخرًا، وأطال في عمرك، وأدامك قائدًا مُفدّى، وأبًا غاليًا.