تجريد سلاح حماس وسلاح المستوطنين !!

المطالبة بتجريد حماس من السلاح، يجب أن تتوازى معها مطالبة بتجريد ميليشيات المستوطنين الإسرائيليين من السلاح !! لماذا لم يتوقع الإرهابيون نتنياهو وبن غفير وسموترتش، ان ينشأ مكافئ فلسطيني موضوعي لإرهابهم الرسمي والميليشياوي في الضفة الغربية المحتلة، وكنتيجة لحصار قطاع غزة، ورد فعل على التنكيل والاضطهاد الذي هو سياسة الكيان المعلنة الرسمية؟!

لماذا لم يتوقع الاحتلال الاسرائيلي كل أشكال المقاومة: العمليات الافتدائية، الحجارة، السكاكين، الدهس، الخطف، القنص، الطوفان، وأشكال مقاومة مستحدثة ليست معروفة؟!

أبسط التوقعات وأكثر الاحتمالات هي توقع ردود الأفعال الفلسطينية على استمرار الاحتلال وعلى جرائم الإبادة والتجويع الجماعية التي يقترفها؟!

إذا لم يتوقعوا، أنّ للاحتلال كلفة باهظة، فتلك غفلة ستودي بهم إلى التهلكة، وجهل بقانون نيوتن الثالث: «لكل فعل رد فعل، مساوٍ له في القوة، مضاد له في الاتجاه».

إن عدم توقع طوفان الأقصى، يشكل ذروة غباء وغفلة العقل السياسي العسكري الإسرائيلي، ويشكل جهلًا بطينة الشعب العربي الفلسطيني، الذي لم تتوقف مقاومته على امتداد عقود الاحتلال المتوحش.

«الكاميكازي» الفلسطيني عندما يُقدِم -وسوف يظل يُقدم- على مقاومة الاحتلال، شأنه شأن كل شعوب المعمورة التي قاومت الاحتلال، لا ينتحر، بل يرتقي وهو يفتدي شعبه وأمته. 

سرعان ما يقوم الكيان الإسرائيلي بمراجعة طوفان الأقصى، والخروج باستخلاصاته المفيدة وأهمها أن طوفان الاقصى كان رد فعل طبيعيًا على الاحتلال الإسرائيلي، وأنه لن يكون الطوفان الأخير. ولطالما قلت، حيثما يكون الاحتلال تكون المقاومة !!

ولا أمن للاحتلال الإسرائيلي. ولا أمنَ للمستوطنين المتوحشين.

وأعمى من لا يرى أن القوة الإسرائيلية المفرطة، لم ولن تصنع أمنًا ولا سلامًا ولا استقرارًا لكيان الاحتلال الإسرائيلي.

سوف استشهد بمقالة أرسلها لي الصديق السفير الهولندي السابق نيكولاس فان دام: (كان بالإمكان تفادي هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، ببساطة، لو كانت إسرائيل على استعداد للتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين منذ زمن بعيد.

لقد سنحت الفرصة مرات عديدة، ولكن إسرائيل تخيلت أنه باستطاعتها الإبقاء على الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى الأبد).