القيادة الهاشمية الثابتة في وجه التحديات

في ظل ما تمر به المنطقة من تطورات متسارعة وتحديات غير مسبوقة، تُثبت القيادة الهاشمية مرة بعد أخرى أنها صمّام الأمان لوطن مستقر، وشعب يثق بأن وراءه قيادة واعية تُجسد الحكمة والرؤية العميقة، فجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، بما يتمتع به من حكمة سياسية وبعد نظر، ظلّ وعلى الدوام الحائط الذي يستند إليه الأردنيون في مواجهة أزمات الإقليم، بما يشكل الركيزة الأساسية لتعزيز تماسك الجبهة الداخلية وتحصينها بقيم الوحدة والانتماء والولاء.
لقد جسّد جلالة الملك خلال الأسابيع الأخيرة، ولا سيما في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، دور القائد العربي المسؤول، الذي لا يتردد في طرح الموقف الأخلاقي والإنساني والسياسي لبلاده بكل وضوح وقوة، حيث أن كلمة جلالته الأخيرة لم تكن مجرد خطاب سياسي بل صوت كل أردني وكل إنسان عربي يؤمن بالحق والعدالة وكرامة الإنسان، حيث عبّر جلالته بثقة وثبات عن مواقف الأردن المبدئية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي لطالما كانت في صميم وجدان الدولة الأردنية وقيادتها.
ولم تكن كلمة جلالة الملك مجرد تعبير عن موقف سياسي آنٍ، بل انعكاسًا لرؤية شاملة تضع في أولوياتها أهمية بناء مستقبل أكثر أمنًا واستدامة، من خلال تحقيق التوازن في السياسات الإقليمية والدولية، وإعادة الاعتبار لكرامة الإنسان في ظل ما يمر به العالم من تحديات إنسانية وأخلاقية، وللإصغاء لصوت العقل والضمير، والعمل بجدية لإعادة الصفاء والاستقرار إلى المنطقة، ودعم أي خطوة حقيقية تعزز من فرص السلام والعيش الكريم.
وفي موازاة التحرك السياسي والدبلوماسي على المستوى الدولي، لم تغب الهموم المحلية عن جدول أولويات جلالة الملك، حيث يواصل زياراته الميدانية ولقاءاته المباشرة مع أبناء الوطن في مختلف المحافظات، تأكيدًا على نهج التواصل الفعّال والاستماع إلى نبض الشارع، فقد حرص جلالته خلال الأسابيع الماضية على متابعة تنفيذ المشاريع التنموية والخدماتية، والوقوف على احتياجات المواطنين، مؤكدًا أهمية رفع سوية الخدمات، وتحسين الظروف المعيشية، وتمكين الشباب والمرأة، وخلق فرص العمل التي تلبي طموحات الأردنيين، كنموذجًا حيًا على توازن القيادة بين واجبها الخارجي في الدفاع عن القضايا العادلة، ومسؤوليتها.
حمى الله أمتنا
 حمى الله الأردن