كان يوم أمس، يوم 6 أكتوبر، يوم حرب رمضان 1973، يوم عبَر الجيشُ المصري قناةَ السويس وخطَ بارليف، ويوم اقتحم الجيشُ السوري هضبةَ الجولان المحتلة. لم يسأل أحدٌ في العالم كله، لماذا شنَّ الجيشان العربيان المصري والسوري الهجومين الصاعقين المباغتين يومذاك على جيش الاحتلال الإسرائيلي في سيناء والهضبة السورية !! كان الهدف من الهجومين العظيمين، الذي شارك جيشُنا العظيم في أحدهما على الجبهة السورية، هو تحرير الأراضي العربية المحتلة، كان الهجومان حربَ تحرير، مستحقةً واجبة، لم يكن مِن شنِّهما بُد !! 7 أكتوبر 2023، جاء في نسق المعارك الدامية الطويلة لتحرير الأرض الفلسطينية المحتلة، التي بطر وتجبر وفجر الكيانُ التوسعي الإسرائيلي في ذبحها وخنقها وتجويعها. طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر 2023، كان معركة دفاع عن النفس والأرض والكرامة. كان معركة ضد الاحتلال الإسرائيلي. والمعادلة هي: الاحتلال = المقاومة. لولا الاحتلال لما كانت المقاومة، التي ستستمر ما استمر الاحتلال !! مقاومة الشعب العربي الفلسطيني مضمخة بالآلام والتضحيات، منذ ما يزيد على 75 عامًا، ويعرف الكيان الإسرائيلي ويعرف العالم انها لن تتوقف الا بعد إبرام اتفاق سلام عادل قابل للاستمرار والحياة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس. سيشن الشعبُ العربي الفلسطيني طوفانًا جديدًا، أخفَّ أو أعلى وتيرة، في أكتوبر أو تشرين أو آذار أو حزيران، إلى أن يذعِن الكيانُ إلى حقيقة أن اعتمادَه على القوة المفرطة، الذي لم يوفر له الأمن بعد كل ما اقترف من أعاصير وطوفانات ومذابح، لن يجلب له الأمن مهما أوغل في العنف، بل سيجر عليه طوفانًا آخر. فالدم يستسقي الدم. سيذعِن الكيانُ إلى استحالة أن يركع الشعبُ العربي الفلسطيني، أو يستسلم. السلامٌ لا الاستسلام، هو الذي يدرأ الطوفانات عن كيان الاحتلال، ويحقق له الأمنَ والاستقرار والسلام. و7 أكتوبر، ليس بِدعة، إنه من صُلب تقاليد وتراث الشعوب الحرة العظيمة، إنه مرحلة، محطة، معركة، لم نكن نتوقع أن تحقق جلاءَ الاحتلال، فجلاءُ هذا الاحتلال العنصري الفاشي، سيكون بالنقاط التي تتظهر وتكبر وتأخذ مداها في شوارع العالم واعترافات الشعوب بالدولة الفلسطينية واحتقار الشعوب للكيان المتوحش مقترف جرائم الإبادة والتجويع الجماعية الإسرائيلية. ثمة اختراق سياسي مهم حققته مبادرة الرئيس الأميركي حظي بموافقة مطلقة من حركة حماس وتأييد وعناية ورعاية عربية إسلامية دولية، على أمل أن يتوقف إطلاق النار الإسرائيلي على رأس غزة، وأن تنجو مبادرة الرئيس ترامب من مناورات الإرهابي نتنياهو واليمين الاسرائيلي الديني المتطرف الحاكم، إلى مشروع حل سياسي عادل للصراع العربي الإسرائيلي المزمن العقيم. لقد أدى ملكنا وشعبنا واجبًا عظيمًا في تضميد جراح قطاع غزة وإغاثة أهلنا المنكوبين وإرواء بعض عطشهم وسد بعض رمقهم، وسنظل نؤدي واجبنا بقيادة ملكنا الحكيم الحبيب، وندعم الأشقاء الفلسطينيين، مادمنا عربًا ومسلمين إلى أن يرث الله الأرض وما عليها. 7 أكتوبر رد فعل طبيعي على الاحتلال الغاشم، ليس الآن وقت تقييمه الدقيق المنصف البعيد عن الشعبوية والتملق وما يطلبه المستمعون !!