تباهى نتنياهو أنه فرض العزلة على حركة حماس، ولكنه أخفق في التقدير مخمناً أن حركة حماس، ستصاب بالعناد والتصلب والادعاء بالانتصار ولذلك سترفض خطة ترامب المجحفة، ولكنها قفزت عن تقديرات نتنياهو، وقبلت بالخطة وكسبت: أولاً: كسبت بقاء دورها كحركة سياسية صاحبة مشروع ومصدر قرار، ينتظر الرئيس الأميركي قرارها، ولذلك حافظت على موقعها ومكانتها رغم خسارة قياداتها السياسية والعسكرية والأمنية بالاغتيال داخل وخارج فلسطين. ثانياً: كسبت شعبها الذي دفع أثماناً باهظة بالموت والدمار والخراب والإصابات، والذي بات يتمنى وقف الحرب، وكان له ما يُريد، ولذلك عبر عن فرحه بالرقص والاحتفال على أثر قبول حركة حماس لخطة ترامب وموافقتها المبدئية عليها. ثالثاً: كسبت البلدان العربية والإسلامية الثمانية التي تدخلت وعملت وطالبت بوقف حرب المستعمرة ضد الشعب الفلسطيني، على طريق حل الدولتين، مهما بدا ذلك مستحيلاً في ظل المعطيات القائمة. رسالة حركة حماس في قبولها لصفقة ترامب، أكدت أنها عملت مشاورات معمقة مع: 1- مؤسساتها القيادية، 2- مع الفصائل والقوى الفلسطينية، 3- مع دول الوساطة والأصدقاء، بهدف كما قالت: «للتوصل لموقف مسؤول في التعامل مع خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب». حركة حماس سجلت في تقييمها لخطة ترامب 18 ملاحظة نقدية: 1. لا يوجد التزام واضح ومحدد بوقف الحرب بشكل نهائي، 2. لا يوجد التزام واضح ومحدد بالانسحاب الكامل من قطاع غزة، 3. لا يوجد التزام واضح بعدم استئناف الحرب والضربات مجددا بعد استعادة الأسرى والرهائن، 4. لا يوجد التزام واضح بعدم تنفيذ سيناريو التهجير بعد القبول بالمخطط، 5. لا يوجد التزام واضح بإطلاق كافة الأسرى الفلسطينيين، 6. لا يوجد أي التزام برفع الحصار المضروب على القطاع منذ عشرين عاما، 7. لا يوجد التزام بإقامة دولة فلسطينية حقيقية، 8. لا يوجد ذكر لآلاف الضحايا من الشهداء والجرحى، ولا لتعويضهم عما لحق بهم على مدار عامين من الإبادة، 9. لا يوجد ذكر لتحميل المستعمرة وأمريكا المسؤولية عما جرى من دمار وخراب في القطاع، 10. المخطط يفرض احتلالاً ووصاية دولية وعربية على القطاع،11. المخطط يهدف لتفكيك وإنهاء أي مقاومة حالية ومستقبلية للكيان، 12. المخطط يحقق أهداف نتنياهو المعلنة من الحرب ويعطيه ما فشل في تحقيقه عن طريق الحرب أو التفاوض، 13. المخطط سوف ينقذ نتنياهو داخليا (سيتم العفو عنه في كافة قضايا الفساد) وخارجيا (عدم ملاحقته دوليا باعتباره مجرم حرب)، 14. المخطط يهدف لفك العزلة الدولية خاصة الغربية عن الكيان والتي وصلت لمستويات غير مسبوقة وذلك باعتراف نتنياهو وترامب، 15. المخطط يوفر غطاء خبيثاً لتوسيع اتفاقات التطبيع مع الكيان وضم دول أخرى عربية وإسلامية، 16. المخطط هو أكبر مؤامرة يتعرض لها الفلسطينيون عبر تاريخهم،17. القبول بالمخطط يعني انتصار المستعمرة، وهزيمة الفلسطينيين وتصفية القضية، 18. القبول بالمخطط هو انتحار سياسي للفلسطينيين ولقضيتهم واسألوا ماذا جرى حين وضعت منظمة التحرير سلاحها واعترفت بالكيان ومع ذلك وافقت حركة حماس عليها، على مضض، في تقديرها الذكي أن موافقتها ستقطع الطريق على رهانات نتنياهو في رفضها، حيث كان يأمل بعد تصريحات الرئيس ترامب الذي وجه إنذاراً إذا لم تقبل حماس بخطته بقوله: «سيفتح عليها جحيم لم يشهده أحد من قبل».