مختصون: البرد وتقلب المزاج سببان لأمراض الشتاء

تشير العديد من الدراسات العلمية إلى تراجع الجهاز المناعي في الخريف والشتاء، مما يؤدي إلى انتشار العديد من الأمراض في هذه الأوقات من العام.

في المملكة عادة ما تسيطر الأمراض التنفسية مثل الزكام والإنفلونزا، والالتهابات الرئوية، بالإضافة إلى تفاقم أمراض مزمنة كالحساسية والربو، إضافة إلى مشاكل صحية أخرى، حيث تسود الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي وكوفيد 19.

وتشير الأبحاث الحديثة إلى أنّ البرودة الشديدة يمكن أن تُضعف دفاعات الجسم الطبيعية في الممرات الأنفية، مما يجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التنفسية.

وكشفت الدراسات أنّ درجات الحرارة المنخفضة تعيق بشكل كبير آلية دفاعية أساسية في مقدمة الأنف، وهي الحويصلات خارج الخلوية.

وعندما يصاب الإنسان بالفيروسات أو البكتيريا يقوم الجهاز المناعي بإرسال مليارات من الحويصلات خارج الخلوية في مخاط الأنف وهذه الحويصلات تحيط بالفيروسات وتقوم بتحييدها، بحسب استشاري علم الفيروسات الدكتور جورج الأسمر.

وبين الأسمر أن انخفاض درجة الحرارة في الأنف ولو بشكل قليل، أي 5 درجات، يؤدي إلى أن عدد الحويصلات الأنفية ينخفض بما يقارب الـ 40%، يضاف إلى ذلك أن البرودة تُحدث خللا في تركيبة الحويصلات وتجعلها أقل كفاءة مما يؤدي إلى ازدياد أمراض الشتاء مثل الزكام والرشح ونزلات البرد. 

ويؤكد الأسمر أن تغطية الأنف في الأجواء الباردة وتدفئته أثناء الخروج في الجو البارد يعمل على تعزيز الاستجابة المناعية.

وقال إن هناك من يخالف هذا الرأي بالنسبة لجهاز المناعة، حيث يرى هؤلاء أن أعراض الزكام أو الإنفلونزا لا تعني وجود ضعف في جهاز المناعة، ويجدون أن هذه الأعراض هي في الحقيقة محاولة من جهاز المناعة لمحاربة مسبب المرض، حيث إنّ الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة قد تظهر لديهم أعراض خفيفة مقارنة بالأشخاص الذين يمتلكون مناعة قوية عند الإصابة بأحد الأمراض المعدية.

وبين الأسمر أن الإصابة بالأمراض المعدية تعني التعرض لأحد مسبباتها مثل البكتيريا أو الفيروسات بغض النظر عن حالة الطقس وبرودته، إلا أنّ زيادة فترات تجمع الأشخاص في الأماكن المغلقة خلال الأجواء الباردة تزيد من خطورة انتشار العدوى من شخص إلى آخر.

وأشار إلى أنه لتعزيز المناعة في الأجواء الباردة لا بد من نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن مثل فيتامين C والزنك وفيتامين D، وقسط كافٍ من النوم، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

من جانبها قالت استشارية السيطرة على الأمراض ومكافحتها الدكتورة بنان المغربي إن الجهاز المناعي يتراجع لعدة أسباب أولها الهواء البارد والجفاف الذي يؤثر على الأغشية المخاطية للأنف والحلق مما يعني ضعف خط الدفاع الأول والواقي للجسم، وهو ما يسهل دخول الفيروسات، إضافة إلى أن الاستجابة المناعية الطبيعية تضعف أساسا في الأجواء الباردة، وكذلك نقص فيتامين «د» الذي يؤدي أيضا إلى ضعف جهاز المناعة، كما يؤدي البقاء ضمن غرف مغلقة إلى خلل في الجهاز المناعي بشكل عام.

وقالت المغربي إن أمراض الشتاء هي أمراض الجهاز التنفسي، مثل الزكام والتهاب الحنجرة والبلعوم، وزيادة أعراض مرضى الربو، إضافة إلى أن البرد يؤدي لتقلصات في العضلات حول المفاصل وآلام حولها، وتصيب النحيفين أكثر ممن يعانون من زيادة الوزن مما يؤدي إلى انتشار أمراض المفاصل وأوجاعها.

وأضافت المغربي أن هناك سببا مهما آخر لتراجع الجهاز المناعي وهو ارتباط فصل الشتاء بحالات اكتئاب أو تقلب في المزاج.

وذكرت أنه للوقاية من أمراض الشتاء يجب غسل اليدين بشكل متكرر وتغطية الفم أثناء العطس والسعال واستخدام المناديل الورقية والاستمرار في العلاج لمرضى الربو وتلقي مطعوم الإنفلونزا وتهوية المنازل بفتح النوافذ باستمرار.