هــيــبــة الــمـلــك

هيبة الملك عبدالله الثاني، في الكلمة والموقف والإجراءات، واللقاءات، هيبة الملك في أداء سياسي ودبلوماسي متفرّدا، ومتقدّما على كل المواقف وعلى كل حضور، هيبة الملك في أروقة الأمم المتحدة قولا وفعلا، ومواقف تفرض حضورا استثنائيا، وآراء تضع العالم أمام مسؤولياته، وتحمي حقوقا للأشقاء العرب وفي مقدمتهم الأهل في فلسطين، حقيقة هيبة نادرة.
زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني للولايات المتحدة الأمريكية ومشاركة جلالته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين في نيويورك، وإلقائه كلمة الأردن، زيارة هامة محليا وعربيا ودوليا، فقد تضمن جدول أعمال زيارة العمل الملكية المشاركة في المؤتمر الدولي حول التسوية السلمية وتنفيذ حل الدولتين واجتماع متعدد الأطراف بدعوة من الولايات المتحدة وقطر ولقاءات مع عدد من قادة الدول الشقيقة والصديقة ومسؤولين أمميين، وأعضاء من جمعية الأطباء الأردنية الأمريكية، حضر بها الأردن بقيادة جلالته بمواقف أثارت اهتمام وإعجاب الدول العربية والعالمية، ووضعت أسسا لقادم يحمل حلولا لكل ما تعانيه المنطقة وحتى العالم من أزمات بوصفات آمنة تقود لما فيه استقرار وأمن المنطقة ووقف التصعيد الذي تسعى لتغذيته إسرائيل دون توقف.
مشاركة جلالة الملك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلقائه كلمة الأردن، واللقاءات التي أجراها جلالته، والمباحثات هامة، بل الأهم بين طروحات كثيرة تخللتها هذه الدورة، حضرت هيبة جلالة الملك بحرفيّة التفاصيل، بحضور عظيم، ومواقف هامة واستثنائية، ولقاءات هامة شكّلت محطة هامة في ظروف المرحلة، وتفاصيلها، وأوجدت مساحات كبيرة للخروج من أزمات الواقع، برؤى ملكية واضحة وعملية وحقيقية، علاوة على النجاح الهام بالوصول للاعتراف بدولة فلسطين من دول كبرى وعواصم هامة في صناعة القرار العالمي، لتكون خطوة عملية لحل الدولتين السبيل الأهم لتحقيق السلام في فلسطين والمنطقة.
لقاءات ومباحثات ملكية هي الأهم، والحدث الأبرز خلال فترة زمنية دقيقة وحساسة، ورؤى ملكية وضعها جلالة الملك على أهم المنابر الدولية وأكثرها تأثيرا، وأثرا، وأمام قادة العالم بلغتهم، وبلغة جسد عكست اهتمام جلالته، وفي مواقع غضبة جلالته، وضع أمام العالم تساؤلات بمثابة خارطة طريق للخروج من حال المرحلة لأفضل حال، وسائلا العالم متى سيتم الحديث عن «الفرص والازدهار والإمكانات، في منطقتي، لا عن المعاناة والدمار؟»، فهي الحقيقة كاملة يضعها جلالة الملك أمام العالم بوضوح وصيغ واضحة وعملية، فارضا بقوله وموقفه هيبة نادرة لها انعكاسات غنية على كافة قضايا المرحلة، في تنفيذها تغييرات جذرية للأفضل لكافة أزمات المرحلة.
نجاح عظيم في كافة تفاصيل زيارة جلالته ولقاءاته في الولايات المتحدة الأمريكية، بآثار ستشكّل علامات فارقة في أحداث المرحلة، لجهة الإيجابية، فقد وضع جلالته الحقائق كاملة بكل وضوح وشفافية، سواء في كلمة جلالته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال لقاءات جلالته مع قيادات عربية وعالمية، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتأكيدات من جلالته على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لاستعادة الاستقرار في الشرق الأوسط، وأهمية حل الدولتين كونه السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، وتأكيدات جلالته على ضرورة وقف العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، وإنهاء الحرب، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، إضافة لتحذيرات جلالته من خطورة التصعيد في الضفة الغربية والقدس والإجراءات أحادية الجانب ضد الفلسطينيين، كما جدد جلالته رفض الأردن لخطط توسيع الاستيطان في الضفة الغربية، هي هيبة الملك بحضور استثنائي ومواقف عظيمة.