يُسطّر التاريخ من جديد في هذه الأيام كما كان على مر السنوات والأجيال، ثمرة الجهود الأردنية الهاشمية المشرّفة في الدفاع عن عروبة فلسطين وقطاع غزة وحماية مقدساتها ؛ إذ يشكل الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية تتويجا لمسار طويل من الجهد الدبلوماسي الهاشمي الأردني، الذي ظل ثابتا على موقفه التاريخي في الدفاع عن الحق الفلسطيني، والسعي المتواصل لإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي. سعى الأردن على توظيف الحنكة السياسية والدبلوماسية الأردنية، في جميع المحافل الإقليمية والدولية، لإيقاظ الضمير الإنساني وحث العالم الدولي على القيام بمسؤولياته والوفاء بالتزاماته فيما يخص الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، على اعتبار انّ القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بتحقيق مصيره على سلّم أولويات جلالة الملك المفدّى، واليوم وبسبب الاحترام الواسع والمكانة الدولية المقدّرة التي يحظى بها صاحب الجلالة الهاشمية في كل المحافل الإقليمية والعالمية، جاء الاعتراف الدولي غير المسبوق، بالدولة الفلسطينية، فقد كانت ولا تزال خطابات صاحب الجلالة الهاشمية بشأن القضية الفلسطينية أمام المجتمع الدولي لها مضامينها ودلالتها ورمزيتها التي أيقظت الضمير الإنساني، كصوت صلب لإعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية الرامية الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، و ليكون جلالة الملك المدافع الأبرز عن تلك الحقوق المشروعة. ومطالباً زعماء العام بالوفاء بالتزامات مواثيق حقوق الانسان وتطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني وتطبيق مسارات الالتزام والحماية لحقوق الانسان.. فقد جاء ذلك في الجهود الملكية الهاشمية المدوية التي أسمعها الملك عبدالله الثاني للعالم أجمع ودعت فورا الى تطبيق قيم العدالة والسلام والسلم الدوليين وقواعد حقوق الانسان. إن الإنجاز الذي تحقق للدولة الفلسطينية الشقيقة جاء بفضل المساعي الحثيثة والدؤوبة من قبل القيادة الهاشمية الفذّة، رغم ما تمر به المنطقة التحديات الإقليمية والدولية، ليظل الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني ثابتًا في موقفه الداعم للقضية الفلسطينية، حيث رفض أي حلول أو تسويات لا تلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك محاولات تصفية القضية أو تجاوز حق العودة، وتأكيده في كل وقت وزمان على مواقف الأردن الثابتة التي لا تقبل المساومة بهذا الشأن ؛ لهذا كانت مواقف الأردن قيادةً وجيشاً، نصرة للشعب الفلسطيني، مواقف مشرفة لا تقبل المزايدة من أي جهة. فمن ابرز جهود جلالة الملك عبد الله المفدى لتحقيق الإنجاز للدولة الفلسطينية ما يلي: أولاً : التأكيد المستمر في خطاباته على حماية المقدسات الإسلامية والمسحية والوصاية الهاشمية والاعتراف بالدولة الفلسطينية والتمسك بالرعاية والوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، باعتبارها صمام الأمان في الحفاظ على الوضع الراهن التاريخي في المدينة المقدسة، ورفض أي مساس بهذه الوصاية أو التغول عليها. ثانياً : تنفيذ العديد من المبادرات و المطالبة بسن القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية من خلال عضوية في منظمة الأمم المتحدة والتي مضى عليها سبعون عاما لاصدار القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية لإيجاد تسوية لجميع محاورها، من خلال دعم اعتماد العديد من مشاريع القرارات ذات الصلة التي تدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والعودة إلى خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وحل مسألة اللاجئين وفقا للقرارات الدولية. ثالثاً: السعي الأردني المتواصل بقيادته الهاشمية إلى تحقيق توافق عربي ودولي لدعم حقوق الفلسطينيين، من خلال العمل مع جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. رابعاً : جهود جلالته واتصالاته، مع زعماء الدول ومختلف القادة السياسيين، في تغيير كثير من السياسات الغربية، التي كان لها الأثر المحقق في تغيير الرأي العام العالمي بما يخص القضية الفلسطينية وقد أثمرت هذه الجهود عن اعتراف العديد من الدول بدولة فلسطين. خامساً : التأكيد بأنّ الاردن لن يقبل بأية ترتيبات او أطر لا تصون وتلبي بشكل كامل مصالحه العليا المتعلقة بالقضايا الجوهرية كلها وخصوصا قضايا القدس واللاجئين والامن او اية ترتيبات تمس أمنه أو أمن أبنائه وبناته او سلامة اراضيه أو تؤثر عليها بأي شكل من الأشكال من قريب او بعيد او اي تصور ينتقص من خلال اقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. سادساً : التأكيد بأنّ الاردّن لن يقبل المساس بحقوق مواطنيه من اللاجئين الفلسطينيين بأي صورة كانت وخاصة حق العودة والتعويض وفق قرارات الامم المتحدة وسيقوم بتنفيذ مسؤولياته في استحصال هذه الحقوق وحمايتها مثلما ان الاردن له حقوق واستحقاقات لكونه الدولة المضيفة الأكبر للاجئين الفلسطينيين يجب ان تؤدى إليه. إننا اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى للوقوف خلف جلالة الملك والانتماء الوطني، والولاء للقيادة الهاشمية، وما حققناه في هذا المجال، يعد إرثا، ومنجزا حضاريا، أردنياً هاشميا بامتياز، وانه بقيادة جلالة الملك، سيبقى الاردن على الدوام، وطن المحبة والسلام وأنموذجا للأمن والاستقرار والسلام من أجل الحفاظ على ثوابتنا الوطنية ودعم قضايا أمتنا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.