من أجل فلسطين وقطر

يستمر الموت، القتل، التدمير، الإبادة، منع الغذاء والدواء والماء والحليب، والتجويع المتعمد، محاولة تصفية كل مؤشر للحياة، بقتل البشر، تدمير البنايات والمساكن، حرق الشجر واقتلاعها وجرفها بالدبابات والجرافات، قتل غزة وإعدام كل ما فيها، تحويلها إلى حالة ميؤوس منها، كي تتعذر مواصلة الحياة فيها من قبل من تبقى على قيد الحياة.

 الاحتجاجات منتشرة في عواصم العالم، من قبل الشعوب، و حكوماتها،  ولكن نتنياهو و فريقه وجيشه واجهزته لا يتراجعون عن ممارسة الإجرام الإسرائيلي، حكومة فاشيين، عنصريين، قتلة، يواصلون القتل والتدمير بكل وعي وقرار مسبق، تأكيداً على الانتقام، يكررون ما فعلته النازية والفاشية والقيصرية بهم في أوروبا.

العالم يحتج ونتنياهو لا يرتعد، لا يتوقف، قواته تواصل القصف والتدمير والقتل علناً، بمشهد استفزازي منقول، ليقول للعالم لا أكترث بكم، لا قيمة لكم، كما الفلسطيني العربي المسلم المسيحي، المرأة، الطفل، الكهل، الشاب، لا قيمة لهم، يجب تصفيتهم من على أرض فلسطين حتى: 1- يُقتلوا أو 2- يرحلوا، وطالما رغبتهم التمسك بفلسطين، ليدفنوا فيها مع فلسطينيتهم، هذا هو منطق بن غفير وسموترتش وإسرائيل كاتس وزير الجيش، وإيال زامير رئيس الأركان.

يواصلون القتل، داخل فلسطين، وخارجها، نحو لبنان وسوريا واليمن وايران، ووصل اجرامهم إلى قطر، البلد الهادئ المتزن الموصوف بالحضور، وبذل الجهد لتبادل الأسرى، و التهدئة ووقف إطلاق النار، والإسهام بوضع التفاهمات والاتفاقات، ومع ذلك رغبة نتنياهو الشخصية عدم وقف إطلاق النار، وإصراره على مواصلة الحرب، وان لا يصل إلى وقف الحرب، ومن ثم يكون مضطرا للرضوخ لقرار المحكمة في  تشكيل لجنة تحقيق على  تهمة «التقصير»، واذا ثبتت عليه ستؤدي به إلى السجن أو انتهاء حياته السياسية، كما حصل مع جولدا مائير عام 1973، ومناحيم بيغن عام 1982.

تتوافق مصالحه الشخصية الذاتية تحاشياً للمحاكمة، والتهرب من تهمة التقصير، بمزاوجة مع تطلعاته العنصرية الاستعمارية التوسعية لاحتلال كامل خارطة فلسطين لتكون «دولة أحادية» صهيونية إسرائيلية يهودية عبرية، بعد قتل أو طرد نصف شعب فلسطين المتبقي، على غرار ما فعلوه عام 1948 بالمجازر ضد الفلسطينيين وتشريدهم وطردهم وترحيلهم وتهجيرهم إلى خارج وطنهم فلسطين.

ما فعله في قطر، من إجرام واعتداء وتطاول على السيادة، سيدفع ثمنه سياسياً، بهذا التضامن العربي الإسلامي بعقد القمة التضامنية، وهذا التضامن العالمي عمل ترامب على إحباطه أو التقليل منه أو التصغير من أفعاله، وتمكن من ذلك عبر بيان وليس قرار مجلس الأمن الباهت.

قرار القمة العربية الإسلامية في الدوحة يجب أن يكون شاملاً لأن الموضوع الرئيسي والدافع الحقيقي لاعتداء الدوحة هو فلسطين، والاعتداء على قطر بسبب احتضانها قيادات فلسطينية، مع أن قرار وجود قادة حماس في الدوحة كان قراراً أميركياً بموافقة مسبقة من قبل المستعمرة، حتى تتمكن قطر من أداء مهمة الوساطة كما سبق ولها ان احتضنت قيادات طالبان، وجبهة الإنقاذ الجزائرية، والقاعدة، وقيادات الإخوان المسلمين، وأغلبية قيادات التيار السياسي الإسلامي، من أجل التهدئة والتوصل إلى اتفاقات ونجحت في ذلك، في العديد من المتاعب والصدامات والحروب البينية العربية والاسلامية.

مغامرة المستعمرة الإسرائيلية في قطر، يجب أن تدفع ثمنها بالعزلة والمقاطعة وفرض إجراءات عقابية عليها  توازي أفعالها الإجرامية الفاشية المتطرفة.

قمة قطر يجب أن تكون لفلسطين وشعبها الذي يستحق التضامن والتفاعل والانحياز بشكل قوي ومؤثر لوقف القتل والمجازر والتدمير وتصفية الوجود البشري من على أرض غزة المنكوبة.

قمة قطر كما دولتها وشعبها تستحق النجاح، لتسجل موقفاً يستحق أن يكون تاريخياً يوازي مكانتها ودورها وعروبتها وإسلامها.